موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا – د عصام الغزاوي
بعد الاعلان يوم امس عن احد ثمرات مؤتمر رؤية التحديث الاقتصادي وهو مشروع استثماري للصندوق السعودي الاردني بإنشاء جامعة طبية في منطقة غمدان على نظام البناء والتشغيل ونقل الملكية يحق لنا التساؤل لماذا تم رفض مشروع تعليمي جامعي مماثل بنفس المنطقة وبنفس التخصص؟ حيث ما زالت تُشاهد على طريق المطار في منطقة القسطل مباني ذات طراز رفيع جاهزة منذ سنوات تعود لجامعة العلوم الطبية الملكية المتعثرة، التي تم بنائها شراكة بين الخدمات الطبية الملكية ومستثمر عراقي بطاقة استيعابية نحو ثمانية الاف طالب في كليات الطب وطب الاسنان والصيدلة والتمريض والعلوم والتكنولوجية الصحية والدراسات العليا، وكان المستثمر قد بدأ العمل بعد اخذه الضوء الاخضر في بناء الجامعة وتاثيثها بما يضاهي ارقى الجامعات لتكون منارة علم ومعرفة في أردننا الحبيب، واصبحت جاهزة للانطلاقة المأمولة واستقبال طلبتها في عام 2013 بعد تحقيقه كافة المتطلبات الأولية وحصوله على الترخيص النهائي عام 2012، ولاسباب مجهولة تم رفض منحه شهادة الاعتمادية رغم استيفائه لشروط الاعتماد المطلوبة مما ادى الى توقف المشروع والحجز عليه بعد سنوات وبيعه بالمزاد العلني من قبل احد البنوك، منطقياً كان الاولى اعطاء هذه الجامعة الاعتماد اللازم كونه بإمكانها مباشرة العمل وبدء التدريس فيها فوراً، حالة الجامعة الملكية الطبية نموذج واضح لاسباب فشلنا في استقطاب الاستثمار، وتظهر اشكال الإضرار بصورة الإستثمار مثل البيروقراطية والسمسرة والتعطيل المتعمد والتهميش وتضارب المصالح وفنون الإذلال والإبتزاز الذي يتعرض له المستثمرون ويجعلهم يفضلون الاستثمار في تركيا ومصر.
