أخبار عاجلة

مستقبل العمل الحزبي في الاردن … وجهة نظر

الدكتور زيد احمد موسى المحيسن

لما كان مفهوم الدولة وبناء مؤسساتها والعمل المؤسسي الديمقراطي لم ينضج بعد ، ولما كانت الدول النامية ونحن منها تدار بالمزاجية ، وبالمكارم ، وبالتوريث للمواقع الرسمية ولا تؤمن بالتداول السلمي للسلطة ، ولما كان مبدأ الحرية كقيمة حياتية وحق طبيعي غير موجود في هذه الدول ونحن منها ولما كانت القبضة الامنية تتدخل في تعيين الخفير والوزير معا – فكيف تراهن على شكل أ و وجود عمل سياسي حزبي منظم في ديارنا العربية ؟!!!.ان العمل الحزبي والسياسي لاينمو ولا يتقدم الا في ظل الحريات العامة لكن الانظمة العربية الشمولية تسمح للعمل الحزبي في غياب منظومة الحريات العامة لهذا فالعمل الحزبي ليس فعل اصيل ولا تجاوبا مع قيم الحريات العامة والديمقراطية ومتطلباتها بل هو عمل – مظهري في المشهد السياسي العام ومجرد – عمل شكلي ديكوري مظهري غرضي – بدون مضمون حقيقي وجد من اجل تزين وجه الحكم الشمولي القبيح امام دوائر صنع القرار السياسي العالمي من اجل نوع من الغطاء الشرعي لهذه الانظمة وجلب المساعدات والمعونات المالية والمنافع المعنوية للنظام القائم . ان الكثير من هذه الاحزاب في هذه الدول ليس لديها برامج اقتصادية او اجتماعية او سياسية او ثقافية او تربوية يشكل لها رؤية استراتيجية تساهم في التخفيف من معاناة الناس اليومية .ان بعض هذه الاحزاب ليست معنية بالهم الوطني بمقدار اهتمامها بالايدلوجيا والقضايا الجانبية . ان بعض الاحزاب الجادة ( تحارب اعلاميا ويضيق عليها وعلى اعضائها فلا تستطيع تطبيق قيمها ومبادئها لهذا تفشل قسريا في الوصول الى الناس وبث رؤاها الوطنية والقومية وفي حل مشاكل المواطن اليومية ومايعانيه من ضنك العيش من خلال الوصول الى البرلمان وسدة الحكم .ان بعض الاحزاب تنتظر التوجيهات والتحركات من مرجعياتها الخارجية .ان بعض الاحزاب ذات المرجعية الدينية تنأى بنفسها عن المشاركة في الحراكات السياسية الوطنية حتى لاتوصم من بعض الانظمة الشمولية بالارهاب والتطرف.ان بعض الاحزاب لاتملك من الحزبية شيئا اللهم الا اسم الحزب .لهذه الاسباب مجتمعة فان دور الاحزاب في الحراكات العربية شبه غائبة اومغيبة قسريا . من هنا فان فاقد الشىء لايعطي … ولو كان للاحزاب دور حقيقي وفاعل ومؤثر في المجتمع على الصعيد الفردي والجماعي وفي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لما خرج الناس الى الشوارع في العالم العربي يطالبون بابسط مقومات الحياة الانسانية والاساسية وهو رغيف الخبر والحرية والكرامة المفقودة .لهذا فأن اهم ما ميز ثورات الربيع العربي هو غياب الاحزاب السياسية وعجزها عن المواجهة وركبوب هذه الاحزاب الموجة لاحقا .لقد قاد المشهد مجموعة من الشباب المتقد حماسا والمخلص لقضيته ومعبرا بكل وضوح عن مطالبه الشرعية والحقوقية والانسانية بكلمات بسيطه لكنها معبرة وكان معظمهم متسلحين بالعلم وباليات ووسائل العصر التغييرية من خلال توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العصرية لخدمة اهدافهم النبيلة .لقد تميز هولاء الفتية من الشباب ذكورا واناثا بانهم غير مؤدلجين عقائديا او سياسيا انما كان دافعهم تغيير الواقع المعاش نحو الافضل . لقد ازال هؤلاء الشباب عقدة الخوف لدى الشعوب العربية من الانظمة الشمولية الحاكمة . لقد برز دور المرأة واضحا وجليا في هذه الحراكات ومقدرتها على الصمود والعمل الايجابي تجاه تغيير الواقع المرئي الى واقع اكثر اشراقا وتفائلا بالمستقبل .*- لقد هيمن الخطاب الوطني المطلبي الجامع والمعبر عن هم الناس وتتطلعاتهم المستقبلية لمجتمعاتهم ومن خلال مشاركة الجميع من كافة فئات المجتمع .لقد اثبت هؤلاء الشباب بان الارادة تصنع المعجزات – وان الشعب لدية القوة الدافعية والذاتية القادرة على التغيير .وخلاصة القول فأن الحراك الشبابي سيستمر في الظهور العلني ولن يهدأ له بال كما تضن بعض الاجهزة الامنية في بلادنا العربية الا بعد ان يستكمل دورته ويحقق غاياته التي من اجلها وثب وهي رغيف الخبر والحرية والكرامة . لهذا فأن الرؤية الاستشرافية للاحزاب في السنوات القادمة ستتراجع بل ستضمحل تدريجيا وسيبدأ عهد منظمات المجتمع المدني بالاضافة الى مجتمع الفيسبوك لكي تسند الارادة الجمعية لهذه المنظمات المدنية لكي تحرك الشارع وياخذ الشعب زمام الامور دون وسيط حزبي في مواجهة الانظمة الشمولية الحاكمة بعد ان عززت الحراكات الشبابية ثقتها بنفسها ومنحتها المناعة والقوة الذاتية الدافعة للاصلاح والتغيير دون املاءات خارجية او حزبية داخلية مما اوجد لها حاضنة شعبية من كافة اطياف وفئات المجتمع العربي .

شاهد أيضاً

القرعان يوجه رسالة لمن قد تُسول لهم انفسهم الشر بالأردن

هرمنا الاخباري-كتب ماجد القرعان في خضم ما برز على الساحة الأردنية خلال شهر رمضان الفضيل …