الغاء بيوت العزاء

هرمنا -مطالبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من المواطنين يطالبون إلغاء بيوت العزاء والاكتفاء باخذ واجب العزاء على المقبرة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت مهمة بحياتنا اليومية للتواصل مع الجميع .. بيوت العزاء ارهقت الكثيرين ماديا” وجسديا” ونفسيا” مع ظروف الحياة الصعبة …

ما نلاحظة ونلمسه بمناسبات الافراح التي نحن نحددها ونقوم بالترتيب لها ياتي المهنئين للمكان ويقومون بدفع مبلغ بما يسمى (النقوط) ليجمع صاحب المناسبة مبلغ اما العزاء وهو والذي نرتب له بشكل فوري وخارج عن ارادتنا بكل اسف لا يتم فيه اعطاء صاحب العزاء اي مبلغ مفارقة كبيره ومن المناسب ايضا ان يتم اعطاء صاحب مناسبة العزاء كما الفرح ..

يجب الغاء العزاء ثلاث ايام لهذة الاسباب :-

1- إحياء سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، والذي لم يرد عنه أن فتح بيت عزاء لمدة ثلاثة أيام واستقبل فيه المعزين ، عندما توفي اقرب الناس إليه ، وهم ( بناته أم كلثوم وزينب ، وزوجته خديجه ، وسيد الشهداء حمزه بن عبد المطلب وابن عمه جعفر بن ابي طالب ) .ونحن مأمورين باتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

2- توفير على أهل الميت عناء المصاريف المالية العالية والتي أصبحت عبئاً على كاهلهم حيث تصل أحيانا آلاف الدنانير ، ما بين أجرة البيوت وعمال القهوة ، ثمن المناسف لمدة ثلاثة أيام ، والبعض يستدين ليقوم بتوفير مستلزمات بيت العزاء .

3- رحمة بالمعزّين والذين أصبح تقديم واجب العزاء يشكل إرهاقاً عليهم خاصة إذا كانوا يقطنون في محافظات المملكة ومناطق بعيدة ، ويتكبدوا عناء السفر ، وترك اعمالهم ووظائفهم ،كذلك رحمة بأهل الميت والذين يقفوا ثلاثة أيام على اقدامهم وهم يستقبلوا المعزين مما يشكل إرهاق وتعب جسمي لهم وهم في قمة حزنهم وتأثرهم على من فقدوا .

4_ بيوت العزاء أصبحت مكانا للّقاء الاجتماعي بين الأصدقاء والمعارف والاقارب وللحديث الجانبي والتسليه فلم تعد لقراءة كتب الله ولا للحديث عن الموت والاتعاظ وطلب الرحمة والدعاء بل فرغت من مضمونها الاتعاظ …

5- لا ينتفع الميت من بيوت العزاء بل ينتفع بالصدقة ، فالأولى أن توفر هذه الأموال التي تنفق على بيوت العزاء وتمنح صدقات عن روح الميت للفقراء والمحتاجين ، علما أن هذه الأموال التي تنفق في بيت العزاء كان الميت أثناء حياته بحاجه لبعضها لحل مشاكله في العلاج أو الانفاق ولكن حُرِمَ منها.

6- أصبحت بيوت العزاء وسيله للمباهاة والاستعلاء للأغنياء القادرين على اقامتها من المبالغ المرتفعة ومن يأتون للتعزية وهذا يشكل فارقا بين الطبقات وشعور صعب وقاسي على الفقراء للاحساس بالعجز والنقص عن تكريم ميتهم بما يناسبه وهو غالي عليهم ..

أما البديل فيُكتفى بالتعزية اثناء الدفن أو بعده وعند رؤية ذوي المتوفى في مكان ما ، وتقديم تكاليف العزاء إلى الفقراء والمساكين أو إنشاء اعمال خيرية للأيتام والمساكين كصدقة جارية عن روحه تنفعه .

و لكم أقوال أهل العلم في طعام العزاء .

* يقول ابن قُدامه -وهو مذهب الحنابلةأما صنع اهل الميت الطعام للمعزين فهو مكروه، لأن فيه مصيبة على مصيبتهم وتشبهاً بأهل الجاهلية

* وقال الحطاب المالكي وهو مذهب المالكية:كرهه جماعة وعدّوه من البدع

* وقال ابن الهمّام الحنفي وهو مذهب الحنفية: يكره اتخاذ الضيافة من أهل الميت وقال هي بدعة غير مستحبة

* أمّا النووي وهو مذهب الشافعية: ان صنع اهل الميت للطعام وجمع الناس عليه فهو بدعة غير مستحبة .