موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا الاخباري – عمان
عندما أقرأ سورة الواقعة والتي تصف الأحوال بيوم القيامة في نهاية العالم فإنني أتذكر صورة أخرى من صورها عن أحوالنا بالأردن ، فالواقعة بيوم القيامة ليس كاذبة، واحوالنا في الأردن ليست خافية ولا بكاذبة فالكل يراها ويعرفها ويعرف اسبابها وحتى نتائجها ، وعندما صورها الله تعالى بأنها ( خافضة رافعة ) فهي عندنا خافضة رافعة ولكن بطريقة معكوسة ، لأنها خفضت وقضت على الرجال المخلصين الجسورين ورفعت الناس الكذابين المنافقين الذين ليسوا من هذه البلد او لم يعيشوا ويتربوا فيها .
وعندما قال الله تعالى (إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا) وها نحن بالأردن قد رجرجوا الأرض والجبال واغتصبوها وبسبسوها، لقد رجرجوا الموازنات بالدولة ونهيوها .
وعندما قال الله تعالى( فكانت هباء منبثا ) وبالفعل صارت مقدرات واموال الوطن من عائدات الفوسفات والبوتاس اوالغاز والنحاس والصخر زيتي او حتى الإستثمارات بالشمس والرياح من مولدات الطاقة والعقول البشرية أو الموازنات المالية كلها صارت هباء منبثا.
وعندما قال الله تعالى( وكنتم أزواجا ثلاثة) نعم كنا بالأردن اصنافا ثلاثة ، طبقة غنية وطبقة متوسطة وطبقة فقيرة ،ولكننا الأن صارت الطبقات لدينا بالأردن طبقة واحدة فقط ،طبقة سوادها الأعظم فقيرة مطقعة تقدر بعدد سكان الأردن (11مليون ) وشرذمة من الخفافيش غنية فاحشة الثراء لا تقدر إلا بعدة مئات من الفاسدين والخائنين المتورثين للمناصب .
فاصحاب الحقائب ما أدراك ما أصحاب الحقائب فهم من الأنسباء والأقرباء والأصدقاء، اما أصحاب الحاويات وما ادراك ما أصحاب الحاويات فهم أغلبية ساحقة من الشعب تتمثل بالمواطن الذي تعب ودرس أو علم أولادة لكي يعملوا بما تعلموا ولا يبقوا تحت رحمة الورثة من المصروف من والديهم وأجدادهم .
الواقعة الدنيوية وقعت بالأردن وها نحن نعاني ويلاتها وظلمها ولكن الواقعة الربانية هي التي ستنصفنا وتأخذ لنا حقوقنا ممن اغتصبوا واقعنا وحياة ابناءنا في البحر الميت ومستشفى السلط والعقبة والبَلَد والويبدة والمديونين للبنوك الربوية .
الواقعة بالآخرة هي التي ستنصف شهدائنا وذويهم الذي قدموا ارواحهم في سبيل الله ولأجل الدين والوطن ولم تقدم لهم الدولة إلا الجعجعة على شاشات التلفاز واللقلقة على الاذاعات والخربشة بالاقلام الحاقدة.
فسواد الشعب الأردني بالواقعة الربانية سيكونون يوم القيامة من أصحاب الميمنة وثلة قليلة لا تٌعدّ ببضع مئات سيكونون من اصحاب الشمال و المشئمة الذين سيكتوون بالنار الملتهبة والتي ستكون عليهم إن شاءالله مؤصدة وهذه صورهم وواقعهم بيوم القيامة .
قال تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم.
وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ، فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ
،وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ ،لّا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ،إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ، وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ ،وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ، أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ
قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ، ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ، لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ ، فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ،
فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ
، فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ، هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ .
صدق الله العظيم
