أخبار عاجلة

نحو تعزيز ثقافة جامعات منتجه تعتمد على ذاتها

هرمنا الاخباري – عمان – د زيد المحيسن

لا احد ينكر ان التعليم الجامعي يشكل – الأُسّ والمقام – في نهضة الامة؛ فهو العامود الفقري الذي يحمل في ثناياه التطور العلمي والاقتصادي والصناعي والثقافي، وهو رافعة اساسية في تغيير المجتمع ونقله من حالة التخلف الى مراحل التقدم والازدهار؛ فالجامعات عندما تؤسس تضع نصب اعينها تحقيق ثلاثة اهداف رئيسية، اول هذه الاهداف تخريج الكوادر البشرية المتسلحة بالعلم والمعرفة، وثاني هذه الاهداف تشجيع البحث العلمي، وثالث هذه الاهداف خدمة المجتمع المحلي.

لقد غُيب دور جامعاتنا عن تحقيق مطالب البحث العلمي وخدمة المجتمع واصبحت جامعاتنا عبارة عن مدارس كبيرة تخرج كل عام افواجا من الخريجين في تخصصات معظمها لا يتواءم مع حاجة السوق ومتطلبات التنمية. لقد غُيب البحث العلمي الذي هو اساس العملية التعليمية في الجامعة والمساهم الاول في تطوير المجتمع وهو المعيارالذي به يقاس مدى تقدم الامم وبمقدار مساهمتها في مجال البحث العلمي الذي يعد اساس التطور في جميع المجالات الاقتصادية والصناعية والطبية والهندسية والعسكرية والتقنية. لهذا فان جامعاتنا لا تزال في عهودها التقليدية تعتمد على الدولة في دعم موازنتها ماليا ولم تنتقل بعد الى ان تكون ادارة انتاجية مولدة ذاتيا للموارد المالية ومولدة للمشاريع التي تعود عليها بالدخل الوفير الذي به تخفف من وطأة الاعتماد على المخصصات الحكومية المرصودة لها في موازنات الدولة كل عام.

لقد اصبحت الجامعات تشكل عبئا ماليا كبيرا على موازنة الحكومات، لهذا لا بد للجامعات الرسمية ان تفكر جديا في مصادر تمويل جديدة وان لا تتكل على الحكومات لسد العجز المستمر والدائم وان تفكر في انهاء هذا المرض الذي اصبح مع السنوات مزمنا نتيجة لعدم الجدية في الانتقال في التفكير من نقل جامعاتنا من جامعات تقليدية تعيش على المعونة الحكومية الى جامعات منتجة ومولدة للدخل.

لقد قامت جامعات عمرها الزمني بعمر جامعاتنا بتوليد نشاطات حققت من خلالها مردودا ماليا ساهم في سد عجزها دون الاستعانة بالمساعدة الحكومية .. الاردن الان وفي هذا الوقت يعاني من ذائقة مالية تؤرق كل مواطن وكل مسؤول ينتمي الى تراب هذا الوطن، لهذا فالمطلوب العمل الجماعي من اجل ايجاد موارد مالية جديدة لجامعاتنا ومؤسساتنا من اجل تقليل الاعتماد على الدولة، والاسراع نحو الامام في تطوير مواردها المالية ومن اجل نهضة بلدنا، فالجامعات عليها دور كبير في قيادة هذا التوجه التنموي وهي مؤهلة لهذا الدور فلديها العلماء في الاقتصاد والادارة والصناعة التي انفقت الدولة ملايين الدنانير عليهم ومن اجل تأهيلهم واعدادهم لهذا اليوم لكي يسهموا في نهضة الاردن ونهضة مؤسساتة المختلفة.

ان نقل جامعاتنا من المحلية الى العالمية، ومن التقليدية الى الانتاجية ليس بالامر الصعب، فالعالم يزخر بالتجارب الناجحة وكل ما علينا هو ان نطور رؤيتنا نحو المستقبل مع وضع اهداف واساليب علمية قابلة للتطبيق واستخدام آليات جديدة وبوسائل حديثة، وقبل هذا وذاك تفعيل دور البحث العلمي ومخرجاته ومنح الاستقلالية للجامعات في اتخاذ قراراتها حيث تتذمر معظم جامعاتنا بان قرارها مسلوب وليس بيدها.. بهذه الرؤى يمكن ان ننقل جامعاتنا من التقليدية الى الانتاجية، ومن العجز الى الفائض، ومن المحلية الى العالمية بكل عزيمة واقتدار؛ فهل نحن فاعلون؟ نأمل ذلك.

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …