موقع هرمنا الالكتروني
سكون وهدوء صخبٌ وهدير حال دفق النهرنوراً في أعماق بواطن الكيان.. نغاشاً يحمل من على لهوهِ قشّة الريح يهدهدها يناجي فيها الروح ويتركها لتنساب مع دفقه
كيف لها إلا أن تعلن التسليم في صخب قوة الدفق أو عذوبة انسيابيته.
كل إمرأة على الأرض بامكانها أن تكون نهراً من نورإذا ما وعت كلياً طاقتها الأم المحرّكة للكيان واستطاعت أن تحرّكها في أعماق الكينونة للتصاعد بها.
جميلةٌ هي كل إمرأة تقطن هذا الكوكب ما أن لمَستَ أعماقها وسكنت لهنهة في كينونة العظمة لهواً بين سكونٍ وصخب.
ماردةٌ هي تلك المرأة التي تعلن على الموت القيامة فتخلق من سكونها وهدوء بالها صخب الطاقة الممتدة في ظلوع الأرض الأم.
فائقةٌ للوصف هي تلك المرأة التي تربعت على عرش الجبروت لتشد من عليها عصبَ الكون الضارب في إنعتاقها الحيّ لأن تبدد جزئية إنفرادها بالكيان الأعظم فتكونه حرةً من تفاصيل الأرض وهي حيّة بها.
مفردات عاجزة عن الوصف وشرارة توقدها أنتْ عابثاً بين تمرّدك وانهمارها لتحيي الماردة، ولثمةٌ يصنعها عقلك لتحيي فائقة الوصف.
لكنها العابثة المستلذة المستغرقة في كينونتها إذا ما خلدت في بواطن الحي مشرعةً للكون بأن يدور على مهلٍ.. تعي بواطن قوّتها وجذورها الراسخة متغافلة على أن تحرّك الجبال والسهول بكفين من حرير، مكتفية بانسيابيتها نهراً من حكمة ونور.
لعلَ هذا هو دورها الأجدر أن يكون في مملكة متفردة بالصخب الحيّ ولكن ثمة ما يمكن أن يجعلها الباقية الراسخة في بواطن التاريخ، بعدَ أن تردت لعصورٍ في كينونة انغلاقها الأصّم والأبكم.
هنا يتأتى دور الفِعل الفاعل من قلب انسجامها وتماهيها الأعظم إلى قلب المقصلة التي تقلب من عليها قواعد الأمور لتكون هي القاعدة والقانون والكيان الفاعل في الأرض.
ولن يعود عصرنا الذهبي إلى بيقضتنا من قلب الكيان، ولا يتأتى هذا عباطاً بل لذاتٍ عادلة عرفت كيف تحيى التجربة الحياتية بإرادتها ميقنةً بكامل حواسها إيماناً كاملاً بأنها الأجدر أن تكون.
واحدة قادرة على خلق جيل من اليقضة الفعلية الفاعلة، وها هو درب يقضة المرأة يكاد أن يرسم خطاه بثقة ويقين على الأرض كلما إزداد الوعي البشري فيها.
سيدة العصور بانَ منها المبسم على الأرض، هي تلك المرأة التي بدأت شمسها بالظهور في لجة الوعي الأرضي منبثقة من سماء الروح إلى أرضٍ تصنع فيها الحياة.
