أخبار عاجلة

خاطرة من وحي حراك المعلمين في الاردن الدكتور زيد احمد المحيسن

اجزم اننا في هذا الوطن المعطاء كمواطنيين تعلمنا على مدار الاسابيع الماضية من حراك المعلمين الشىء الكثير ،تعلمنا ان الحق لايعطى لمن يسكت عنه وان على المرء ان يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على مايريد .وتعلمنا كذلك ان السلطة عندما تفقد قدرتها على تسويق الاكاذيب تنهار ، وتعلمنا ان حبل الكذب قصير جدا ، وتعلمنا ان من في السلطة يظنون ان الشعوب تعاملهم باحترام خوفا منهم ومن جبروتهم ولكنهم لايعلمون ان الرفق بالحيوان هو واجب انساني في بعض الاحيان ، وان الوظيفة العامة وسلطتها وجدت في الاصل لخدمة الناس وليس للسيادة عليهم ، وتعلمنا ايضا ان المواقف وقت الشدة تفرز الرجال وهي خريف العلاقات بين الناس يتساقط منها المزيفون كأوراق الشجر ، وتعلمنا كذلك ان على الانسان ان لاينحني لغير خالقه فالله سبحانه وتعالى لم يجعل رؤوسنا في الاعلى عبثا ،لهذا فعلينا منذ الان وصاعدا ان نزيل من صفوفنا كل تفكير يستند او يبنى على الضعف والعجز فالذي يستهين بقوة الشعب وقوة العمل المنظم هو صاحب رأي خاطىء – بل كبر عليه اربع تكبيرات – .الشعب الاردني بحاجة هذه الايام الى مراجعة للذات للتأمل واعادة توجيه بوصلته الى الامام وعدم النظر الى الخلف شعبنا العظيم بحاجة الى معاول ومحاريث ليصلح ما افسده المفسدون في ارضه وليشق الارض ويقطع الصخر ويعمر الارض ويزرع الشجر وينثر الحب والبذور في الحقول وفي كل مكان لانهاء ثقافة الاستهلاك وابدالها بثقافة الانتاج فعلى مدارسنا ودور العبادة وجامعاتنا ان تعلم الناس ثقافة الاعتماد على الذات كيف ننتج قمحنا وغذائنا ونحافظ على هوائنا وماءنا نقيا صافيا ووحدتنا الوطنيه عصية على الاختراق او الارتهان – عليهم ان يعلموا الناس العزة والكبرياء الوطني والانتماء للارض والانسان فيها وليس الارتماء والتسول امام صناديق النقد الدولي وشروطه المذلة . نحن نود ان نؤرخ لمرحلة جديدة لوطنا عزيزا خالدا في الوجدان بعيدا عن عمليات الاستلاب لمواردة وحقوق ابنائه فالاستعمار الحديث هذه الايام دخل من شباك منازلنا باساليبه الجديدة حيث حول صوت الرصاص والمدافع الى رنة الدولار واليورو ومن حاملات الطائرات المتحركة عبر البحار الى تحميلنا الديون وفوائده وافقار جيوبنا ومن استعمار اراضينا الى احتلال عقولنا وتكليسها باخر صراعات السيارت والكماليات واحمر واخضر الشفاه والعيون والبرامج الفضائية الهابطه واخر صرعات وموديلات الاخذية والملابس الرجالية والنسوية وجعل ايدينا سفلى ممدودة دائمة التسول لطلب العون والمساعدة وصدق القائل – فرق شاسع بين امة تتغنى بمجد اجدادها واخرى منشغلة بصناعة المجد لاحفادها فشكرا للمعلمين الذين علمونا كيف يمكن اعادة بوصلة الوطن الى مساره الصحيح في وقت الازمات بل وفي كل الاوقات .

شاهد أيضاً

القرعان يوجه رسالة لمن قد تُسول لهم انفسهم الشر بالأردن

هرمنا الاخباري-كتب ماجد القرعان في خضم ما برز على الساحة الأردنية خلال شهر رمضان الفضيل …