أخبار عاجلة

إعلام أم إبهام ! .. بقلم الدكتور عادل محمد القطاونة

هرمنا الاخباري
ما بينَ تصريحٍ إعلامي مفهوم وآخر ملغوم، موقعٍ اخباري معروف وموقعٍ محفوف، وما بين إعلامي محترف وإعلامي منجرف، ناطقٍ إعلامي مٌجتهد وآخر مُستبد، موضوعٍ إعلامي دَسم وآخر هَرِم، وما بين انتقائيٍ للمواضيع وانتقاديٍ للجميع، ايجابيٍ بالأفكار وسلبيٍ بالإصرار؛ يتساءلُ البعض عن فحوى التصريحات وجدوى التلميحات، حقيقةِ البيانات وخطيئة الاجتهادات، فضيلةِ الكلمات ورعونة الاتهامات!
لقد بات الاعلامُ في جانبٍ منه مثاراً للجدل والفشل، اضاف اليه بعض الاعلام المبني على مواقع التواصل الاجتماعي جانباً من الكلل والملل، فانغمست المصداقية في إناء الأنانية والموضوعية مع زوايا الكراهية والاحترافية تلاشت مع الإتكالية فغدى الإعلامُ مُبهماً والخبرُ تائهاً والمتابعُ حائراً !
تشيرُ بعضُ الاحصائيات غير الرسمية الى ان العالم يضم في جعبته الملايين من الاعلاميين، كما تشير البيانات الى ان الجانب السياسي هو الأكثر استحواذاً في التغطية؛ فالسياسة كانت ولا زالت ميداناً خصباً للحديث من متعلمٍ وغير متعلم، من واقعيٍ وهوائي، رافق ذلك كثرةٌ في الاجتهادات وتفشي للإشاعات وخصوصاً في الدول النامية التي تتسارع فيها الاخبارُ الكاذبة والاشاعات العابرة، والتي استطاعات خلال السنوات الماضية من قلب الحقائق وتزوير الوثائق في رغبة واضحة من البعض لاجتذابِ الاضواء وتحقيقِ الاسترضاء.
لقد ساهمت بعضُ الاقلام الموتورة والكتابات المأجورة في ضعف الدلالات الموضوعية، وتهميش الاشاراتِ السياسية والاقتصادية، بعيداً عن توخي الدقة في المفاهيم والتفاصيل سواءً الكلامي او الرقمي منها، من أجل الخروج بنموذج فكري متكامل يحاكي الواقع ويخاطب المستقبل وصولاً للغة مشتركة في عالم الإعلام والأعمال بعيداً عن الاجتهادات والإساءات الموجهة لدولة على حساب دولة أو لجماعة على حساب جماعة.
ان زيادة الدقة وكفاءة الانتاج وتحسين المتانة باتت مطلباً حيوياً لا يحتمل الكتم أو النسيان، يستلزم من الاطراف ذات العلاقة تحليل ما وراء الأقلام وصولاً لإعلامٍ عالم وليس إعلام عامل، اعلامٍ يبحث عن الدقة في الخبر والموضوعية في الحدث بعيداً عن المهاترات والمفاجآت.
أخيراً وليس آخراً فقد بات الاعلام سلاحاً فتاكاً يعصف في الدول ضارباً بعداً سياسياً تارة واقتصادياً تارة اخرى، وبين سياسي واقتصادي، اجتماعي وثقافي بات المواطن أكثر حاجة في قراءة المعلومات الصحيحة بعيداً عن الاشاعات والمزايدات، المفارقات والتناقضات التي استنزفت اقتصاديات الدول وتلاعبت في عقول البشر لتحقيق رغبة جامحة في الوصول الى المقر وصولاً الى اقلام نظيفة وافكار عميقة تعيد التنظيم الفكري وتغذي العقل البشري في المعلومات الأكيدة والأخبار المفيدة.

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …