موقع هرمنا الالكتروني
اذا اردت ان تفسد نخبة فاغدق عليها المال والنخب في بلادنا العربية كالقرود في الغابة اذا تشاجروا افسدوا الزرع واذا تصالحوا اكلوا المحصول وبين هؤلاء ضاع المواطن العربي فقرا وجهلا ومرضا لهذا غابت النخب الوطنية الصادقة التي تفكر بالاجيال والاوطان ووحدة الامة من طنجة الى خليج عمان وانشغلت في الحصول على المكاسب والمغانم على حساب الوطن والمواطن .ان غياب النخب الوطنية الصادقة عن المشهد العام كرس حالة جديدة في ادارة المشهد العام من خلال بروز طفيليات وبائية لاتحلل ولا تحرم افسدت مؤسسات الدولة والعاملين فيها واصبحت عالة على المجتمع وعائق في تقدمه ونهضته هدفها الاسمى النفاق المبتذل لاصحاب القرار حتى تحصل على المنافع والامتيازات دون جهد فاعل تقدمه للافراد والمجتمعات العربية وتتهرب من واجباتها ومسؤولياتها الوطنية والقومية المطلوبة فاصبحت هذه الطفيليات عالة على المجتمع العربي بل ساهمت في افساد الواقع العام من شدة ما مارسته من الابتذال والنفاق للحكام واصحاب القراروساهمت في تدمير الاوطان واذلال المواطنيين ومن خلال تعاليها عليه وعلى تطلعاته واماله في الحرية والكرامة والحياة الكريمة . لقد كرست حالة الاختلاف والانقسام في البلاد واثارة الفوضى القيمية والاخلاقية من خلال البحث عن مكان لهم للزعامة والوجاهة وسط الفوضى التي اشعلوا دخانها ونارها معا بين العباد .لقد فقدت المجتمعات العربية بوصلتها عندما همش دور النخب الوطنية الصادقة صاحبة رسالة التغيير والاصلاح والنهضة واسند الامر الى سفهاء الامة وغلمانها لكي يعيثوا في الارض الفساد والافساد فتخلف عالمنا العربي عن الركب الحضاري والتقدم الحياتي والانساني واصبح يسير بلا هدى او وعي ونحو الانحدار الدوني والتخلف والجهل و بلا رشد او وعي اعمى فاقدا للبصر والبصيرة وفي ذيل القافلة والركب وبدل ان يقود الامم الاخرى اصبح يقاد ومحل ازدراء ومادة فكاهة للاعلام الغربي حتى جعلني اتخيل واجزم من ان هذا التخلف لو ظل واستمر لأمتنا العربية بدون نهضة علمية وعملية حديثة وشاملة وفي كافة المجالات الحياتية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية سوف يأتي سياح العالم ليتفرجوا على بدائيتنا و تخلفنا وجهلنا المطبق بدلا من التفرج على الاثار والمتاحف المنتشرة على مساحة وجغرافية ديارنا العربية .الامة العربية لديها موروث قيمي كبير يمكن الافادة منه والبناء عليه مداميك نهضة شاملة بالرغم من قوى الشد العكسي التي تعمل في الليل والنهار من اجل اجهاض كل محاولات الوحدة لهذه الامة وكل مشاريع الاصلاح والتغيير الايجابي السلمي التي تسعى النخب الوطنية والتقدمية والتنويرية احداثها لمجتمعاتنا العربية من خلال زجهم في السجون تارة والتضيق عليهم في قوتهم اليومي وسبل حياتهم المعيشية اليومية تارة اخرى الا ان النضال السلمي من اجل الاصلاح والتغيير يجب ان يستمر فلا يمكن للظلمات ان تصبح مضيئة اذا- انا وانت ونحن جميعا- لم نبذل الجهد والعرق والوقت والتضحيات كل في مجاله من اجل تحقيق الحلم المنشود في الوحدة والحرية والحياة الفضلى لنا وللاجيال من بعدنا فعندما تكون اوطاننا في خطر التخلف والجهل والمرض فكل الابناء عليهم ان يكونوا جنودا له فالوطنية الحقة هي خدمة وفعل وتضحيات لا كلمات جوفاء وخطب رنانة وصدق القائل ( لايصلح الناس فوضى لا سراة لهم … ولا سراة اذا جهالهم سادوا ).
