أخبار عاجلة

كتب المحامي هشام نحلة .. أتحدث عن التعذيب وعن القتل (بدم بارد)، الذي لا يمارسه إلا جبان ورعديد وخالٍ من الإنسانية !!

في حصار بيروت عام (1982)، وتحديداً في معركة مطار بيروت (1 آب 1982)، شاركت في تلك المعركة والتي إستمرت من الساعة الرابعة فجراً وحتى الساعة السادسة مساءً !!
في الساعات الأولى إستولت القوات الصهيونية على المبنى الرئيسي لمطار بيروت، والذي كان تحت سيطرة الجيش العربي اللبناني (!!!)، وأيضاً سيطرت على مفترق الطرق عند محور (كوكودي)، كان هجوماً شرساً قاده (المقبور شارون) بنفسه، وكان تراجعنا يعني سقوط مخيم برج البراجنة ومخيمي صبرا وشاتيلا التي كانت خلفنا، وبالتالي سقوط بيروت الغربية المحاصرة (بالكامل)، وما سينتج عنه من ذبحنا كالخراف، كنا مقاتلين مسيسين وحملنا السلاح بإرادتنا وعن سبق إصرار، وبالتالي كنا نقرأ الأحداث، وكنا على علم بما سيحدث قبل عام من حدوثه، وكناااااااااااا نعلم الهدف من غزوة بيروت ومن حصارها : (القضاء على البنية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مع الإبقاء على هيكلها السياسي) !!!!!!!!!!!!
(ما علينا)، أعود للفكرة الرئيسية، فلمعرفتنا بما ذكرت، آلينا على أنفسنا (في ذلك المحور) أن نموت في خنادقنا واقفين، على أن نموت ذبحاً كالخراف، صمدنا كما يقال (صمود أسطوري) وأوقفنا سقوط بيروت، وللحقيقة لا نعرف كيف فقد كنا كالمخدريين وكالمغيبين عن واقعنا مع زخات القذائف التي كانت تنهمر علينا كالمطر، ومع الأرتال المتتابعة للدبابات وكاسحات الألغام !!!
صمدنا، وكانت المرة الأولى التي أعرف فيها ماذا يعني مصطلح القتال والإشتباك بالسلاح الأبيض، فقد كنت أظن أن ذلك يعني أن تكون المواجهة بالسكاكين والحراب، إلى أن إكتشفت يومها أن ذلك يعني تداخل القوات المتحاربة بعضها مع بعض، مما يعطل سلاح المدفعية وسلاح الطيران، وأن المتحاربين يمكنهم رؤية لون عيون بعضهم بعضا !!!
نعم؛ هكذا كانت تلك المعركة، لدرجة أننا لم نكن نميز إن كانت الدماء التي نغرق بها هي دماؤنا أم دمائهم !!!
سأتحدث عن نفسي في تلك اللحظات، حين كنت أطلق الرصاص على أحدهم، كنت أغمض عيني حتى لا أرى نتيجة الفعل، ولم أكن أجرؤ على النظر للنتيجة، لفترة طويلة إعتقدت أن ذلك كان جبناً مني، إلى أن تبحرت أكثر في النفس البشرية (السوية)، وإكتشفت أن تلك هي ردة الفعل الإنسانية للفطرة السليمة، حتى مع العدو القادم لقتلك !!!
من هنا بدأت أتساءل .. أي وحوش تلك التي تمارس التعذيب والقتل بدم بارد ؟؟!!
هل هم فعلاً من نسل آدم ؟؟!!
هل يملكون ذرة من إنسانية ؟؟!!
حتى الوحوش لا يمكنها فعل ذلك، فالوحوش ليست جبانة وليست بشرية !!!

هامش : أكتب هذه القصة لأنه لم يعد هناك ما أخشاه، فلم يعد في العمر بقية !!

شاهد أيضاً

القرعان يكتب : أمام اصحاب الولاية العامة … لمصلحة من السكوت عليهم

كتب ماجد القرعان هرمنا الاخباري-حالة مستغربة وعجيبة في الوسط الإعلامي هي بمثابة لغز لا بل …