أخبار عاجلة

العميد المتقاعد هاشم المجالي – صاحب المعالي والشهيد وصفي

… لقد بدأت يا صاحب المعالي تشيخَ بشكل متسارع، ولا أعرف إذا كانت شيختك يا صاحب المعالي بسبب تقدمك بالأيام ام بالسنين، رصيدك المتبقي من السلطة ما عاد يحسب بالعملة الكبيرة، ولا حتى ‘بالتعريفة’ .

قريبا ستغدو حركات لسانك عسيرة كما هي حركاتك بالمشي. فقط بضع جمل صغيرة ثم ستبدأ باللهاث وكأنك قد تتصعّد إلى قمة جبل ايفرست.

يا صاحب المعالي لقد فقدت وعيك قبل أيام عندما بدأت بتشويه صورة الشهيد وصفي الذي أحبه الأردنيون، ورؤا فيه الأنموذج والقدوة للوطني الحر والمسؤول الذي يخاف على الوطن والمواطن .

كلنا يعلم ان الأردن قد بات يفتقر الى اصحاب الدولة او المعالي الذين كانوا يمتلكون الولاية العامة أو يتصفون بالأمانه أو النزاهة ، والذين لا يتوجهون من قبل الجونيات التي سيطرت على مؤسسات الدولة او حتى صارت تؤثر في قرارات الأجهزة الأمنية الاردنية ، في غياب هؤلاء الأحرار تملك الجونيات معظم مناحي السلطة في الحياة العامة .

يا صاحب المعالي عندما خرجت علينا بتصريحك هذا ، كان وقته قد التقى فيه المسؤول والجوني مع المعارض الحر الشريف والذي يخاف على الوطن في وجه تحديات صفقة القرن ، عندما صرحت يا صاحب المعالي ، كان تصريحك في وقت قد تناسى فيه الفقير فقره والعاطل عن العمل عطالته، والمظلوم عن ظلمه ، وصاروا كلهم يلتفون حول سياسة القيادة الهاشمية ومواقفها المشرفة تجاه الغطرسة الأمريكية والصهيونية ، فكانت بوصلة الوطن رغم فقره وظلمه وكآبة أبناءه واحباطهم من المعيشة الظنكى التي يعشونها ، كانت كلها قد توجهت لدعم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه ، لقد تناسوا الضرائب وارتفاع الأسعار وعجز الموازنات وفزلكات مجالس النواب ، وكذب الحكومات وعجزها في تحمل مسؤلياتها .

لقد خرجت علينا يا صاحب المعالي بتصريحك هذا لتثير جدلا يحول بوصلة الشعب من دعم لجلالة الملك الى اثارات للفتن بين ابناء الوطن من شتى الأصول والمنابت .

يا صاحب المعالي تصريحك عن الشهيد ازعج الاردنيون كلهم ، وازعج السلطات الأردنية لأنك كنت توحي بأن إغتيال الشهيد كان أيضا مصلحة للسلطات الأمنية الاردنية ، كما هي مصلحة لأعداء الوطن ، لقد ساويت في تصريحك ما بين مصالح أعداء الوطن الذين اغتالوا الشهيد ومصالح السلطات الأمنية الأردنية التي اوحيت أنها كانت منزعجة من سلوكيات وتصرفات الشهيد .

قد يكون السبب بتصريحك هذا ، أن أنفاسك قد باتت ثقيلة وخصوصا بعد أن دب الهرم و العجز في جسمك ، حتى أن أصابع كفيك التي كانت ترتفع لتتشهد بالصلاة ، ما عدت تقدر ان تتذكر وتكتب الخواطر الأخيرة في حياتك .

لقد كنت أتمنى في يوم من الأيام أن أقرأ مذكراتك وخواطرك وأستمتع بها أنا و اولادي و أحفادي عن صور لرجالات من الوطن أو عن ما يقولون عن شهدائه ، ولكن بعد تصريحك هذا صرت أخشى عليهم من الكآبة واليأس والإحباط ، ولأنها لن تنفعهم كون أطفال اليوم لم يعودوا يقرأون كتابة السخافات والمتناقضات ، او حتى مشاهدة اللقاءات النلفيزيونية النرجسية التافهة .

وأخيرا والمهم هو أنك قد نسيتْ أو كدْت تنسى ما أنا مزمع عن الكلام به لأولادي وأحفادي عنكم وعن سيرتكم اذا ما سئلوني عن حقبتكم الوزارية والأمنية عندما كنتم في ريعان شبابكم .

سوف اقول لهم : يا اولادي ويا احفادي : لقد مر علينا في هذا الوطن وطنيون أحرار شرفاء قدموا حياتهم رخيصة فداء لهذا الوطن واستشهدوا وهم أمثال وصفي وهزاع وموفق السلطي والعجلوني ومعاذ الكساسبة والحويطات وراشد الزيود وسائد المعايطة ، كما أنه يا ولدي قد مر علينا أيضا في هذا الوطن اشباه رجال قد اختلطت عندهم معايير الحظ بالغباء والجبن وحب الكرسي، هؤلاء صاروا اصحاب دولة ومعالي وما زالوا جاثمين على عاتق هذا الوطن بواسطاتهم ومحسوبياتهم ومصروفاتهم ورفاهيتهم وهم أيضأ جاثمين على قلوبنا بتصريحاتهم الغبية التي لا تؤدي الا للفتن والوهن والضعف وعجز الموازنات .

عافاك الله أيها الهرِم مما ابتلاك الله به ، ولسوف نقول بدعاءنا صباح مساء ،،، اللهم لا تردُنا الى ارذل العمر لكي لا نعلم من بعدنا علمنا شيئا . يا الله نسألك ان تنعم عليّ بميتة هادئة آمنةٍ لا يكون فيها قد وقع مننا ظلم على شعب او دين لمواطن في رقبتنا .

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …