المهندس جواد الكساسبه شقيق الشهيد الطيار معاذ الكساسبه يكتب كلمات تهز المشاعر وتوقد لهيب النار التي لم تنطفيء بل وتزداد سعير نيرانها تلتهب بقلوبنا الما” وحزنا” … كتب يقول (داعش و الكورونا)
ربما يكون عنوان مقالي غير محبب لكثير ممن يقرؤه و ربما يستغرب آخرون كيف اني استذكر هذه الأسماء المقيتة و لكنها تحفر في الذاكرة عميقاً بأسنّةٍ كالرماح تعصف بنا الأقدار كيفما تشاء.
بمثل تاريخ هذا اليوم ٣\٢\٢٠١٥ ظهر فيديو مقيت و سيء لكل من لديه حس الإنسانية أصدره تنظيم داعش الإرهابي يظهر وحشية لم ترَ البشرية مثيلها بقتلهم و تمثيلهم بشقيقي الشهيد البطل معاذ الكساسبة و كلنا يعرف ما حدث بالتفاصيل، و بعد مرور خمسة أعوام بالضبط بتاريخ ٣\٢\٢٠٢٠ لا زال شقيقي جودت و زوجته و أبناؤه ليث و معاذ يمكثون في الحجر الصحي في مستشفى البشير بعد أن أنقذتهم العناية الإلهية من براثن فايروس كورونا الجديد القاتل في مركز انتشاره مدينة ووهان الصينية و الحمد لله انهم بخير.
عائلة صافي الكساسبة، هذه العائلة الأردنية الصغيرة التي تقطن محافظة الكرك تصبح في كل فترة مدار أخبار الصحافة المحلية و العالمية، و قد قرأت في أحد التعليقات على أحد المقالات من شخص مصري يقول بلهجته( إيه الحظ المنيّل بنيلة) و معلق آخر يقول ( هذه العائلة فيها سر الله اعلم شو هو ) و نحن نقول رغم متاعبنا من الأحداث بأننا قد نظرنا إلى الجزء الممتلئ من الكأس في كلا الحادثتين، ففي حالة الشهيد معاذ رحمه الله رأينا تماسك الأسرة الاردنيه الواحدة و كم أن مصابنا واحد و كم أننا نحب أبناء وطننا الشرفاء و المخلصين و الشهداء و هذا ما إنعكس على تعامل كثير من الناس معنا و احترامهم و إجلالهم لمجرد معرفة أن أحدنا من عائلة الشهيد معاذ الكساسبة و اجتزنا المحنة رغم أن الشهيد معاذ لا زال لغزاً بالنسبة لنا.
و في حالة جودت و عائلته كان الجزء الممتلئ أنا عرفنا كم أننا أصبحنا نقوى الشدائد فقد كان الدكتور جودت أباً لعائلته و يرعاها رغم الشدة و أخاً كبيرا لكل الجالية الأردنية في ووهان و مسؤولا حكومياً فخرياً عن الجالية، و كم أن عائلتنا محبة لبعضها و ألم أحدنا يؤرق الجميع على حد سواء، و هكذا هي الأسرة الاردنيه.
و السؤال الذي يحيرني تارة و يضحكني تارة أخرى و شر البلية ما يضحك، أيهم أشد وطأة على عائلة صافي الكساسبة، داعش ام الكورونا، و السؤال برسم الإجابة و لا ندري ماذا يخفي لنا القدر أيضاً، نسأل الله أن يحفظنا و يحفظ الاردن الغالي من كل سوء و أن يجعله أرضاً للحشد و الرباط و محافظاً على قضايا أمته و دينه.
شاهد أيضاً
تعزيز تنافسية المنتج الأردني
هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …