أخبار عاجلة

بوجود الملك وولي العهد تختلف الأمور والاجراءات . ……… بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي

وكالة هرمنا – اذكر انه في عام 94\1995 كنت ملازم في مركز امن الشميساني ، وبعد عودتي من إجازتي الكركية حيث وصلت لمركز أمن الشميساني عصر ذلك اليوم ، وقبل ان اغير ملابسي المدنية، تلقت غرفة عمليات المركز اتصالا هاتفيا من ادارة مول السيف وي الشميساني ( safway) بوجود حريق داخل المول ، عندها تحركت على الفور الى المول فوجدت أن مجموعات كبيرة من الزبائن قد حشرت داخل المول ، ولم يستطيعون الخروج منه بسبب الحريق الذي حصل في الطابق الارضي وهم كانوا كثر في الطابق الثاتي ، كما أن الأبواب الزجاجية للمول قد اغلقت اتوماتيكيا .
هنا قمت أنا باجراء الإتصالات الضرورية لتبيان اهمية الحدث وانه قد يحصل هناك وفيات باعداد كبيرة إذا لم تتحرك الجهات المعنية ، وتأخذ كل الإجراءات المناسبة لذلك الحدث .
فعلا حضرت قوات الدفاع المدني وقامت برش الماء وكسر زجاج الأبواب للمول من اجل محاولات الدخول لإخراج الزبائن وتنفيس الدخان الى الخارج ، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك ، وبالتالي صار هناك اقتراح بأن يتم إنقاذ الناس من خلال سطح المول المغلق والغير مجهز بابواب للطواريء الخارجية .

حضرت طائرة من سلاح الجو الاردني واذكر أنها سوبر بيوما ، وأرادت ان تساهم في عمليات انزال جنود على السطح لفتحه وانقاذ المحشورين من خلاله ،ولكنها لم تتمكن من ذلك وكانت الاتصالات وهبوطه بالطائرة على السطح غير ناجحة ،بل بالعكس ادت الى زيادة حدة اشتعال النيران وتجديدها ومنع الدخان من الخروج من الابواب الزجاجية التي تم تكسيرها . واذكر اننا كنا نؤشر للطيار بالارتفاع والابتعاد وكان هو يفهمنا بأننا نطلب منه النزول والهبوط أكثر فأكثر ، واخيرا لقد فهم علينا الطيار وغادر الموقع والحمدلله .
بعد ذهاب الطائرة حضرت سيارات حكومية لبعض الوزراء ولرئيس الوزراء بالوكالة انذاك المرحوم الدكتور معن ابو نوار عليه رحمة الله ورضوانه ، وصمم معاليه على ان يتقرب من بوابة المول وأن يلبس الخوذة وملابس احد رجال الإطفاء من الدفاع المدني ، فاكبرت ذلك به بالبداية ، وقمت بالتقرب منه كثيرا لكي أساعده إن احتاج لأي مساعدة ، واذا به يتحدث إلى مدير عام الدفاع المدني أنذاك ويقول له ، أن سبدي حسن قادم باتجاهنا ويريد ان يتطمن على الأوضاع (كان سمو الأمير الحسن وليا للعهد وقتها) وعندها قام مدير الدفاع المدني أيضأ بخلع ملابسه الرسمية وارتداء ملابس رجال الإطفاء ، وقلّ اهتمام رجال الدفاع المدني بالحريق وصاروا يحاولون الإهتمام بمديرهم وبمعالي معن ابو نوار الذان وقفا وعيونهما على الساحة المقابلة للمول ، وأذانهم على الأجهزة تنتظر خبر وصول سمو الأمير لكي يدخلوا الى مبنى المول ويشحبروا وجوههم وملابسهم ويتنشقون بعضا من الأبخرة و الادخنة والمواد المحروقة المحترقة .

تم تخصيص جزء من إمكانيات عمليات الدفاع المدني بالقرب من الباشا مدير الدفاع المدني ونائب رئيس الوزراء بالوكالة الدكتور معن ابو نوار .
وعلى الجهة الأخرى كنت أشاهد رجال الإطفاء والإسعاف يقاتلون ويكافحون لإنقاذ حياة الناس بحيث أنه يتم اخراجهم غصبا عنهم وخوفا عليهم حتى أن واحد منهم سقط داخل المول مختنقا ولولا رعاية الله وتعثر ارجل احد زملاءه به لكان ضحية حرصه على إنقاذ الناس .
المهم انتظر الدكتور معن ابو نوار ومدير عام الدفاع المدني حوالي النصف ساعة وكان جل همهم هو اين وصل سمو الأمير بعبارات..خبرونا ،،بلغونا ، وين صار سمو الامير يا جماعة . وكل سيارة شرطة او إسعاف تدخل الساحة تشعر بهم يبدلون وجوههم وانفاسهم لكي يظهروا معاناتهم بمشاركاتهم بعمليات الإنقاذ.
وعندما تبلغوا ان سمو الأمير قد تطمن على الوضع وأعلن عدم رغبته بالحضور .
في هذه اللحظة شاهدت معن ابونوار يخلع اللباس الواقي والخوذه ويرميها على الأرض ويغادر الموقع فورا ، ولم يعد يسأل حتى عن أعداد المصابين او المحجوزين او حتى اذا كان هناك متوفين .
وكذلك قام مدير عام الدفاع المدني بعمل نفس الشيء ولكنه غادر بعد مغادرة ابو نوار بحوالي ربع ساعة وطلب من مدير دفاع مدني العاصمة ان يوافيه بالتفاصيل .

واخيرا بقي الجنود والضباط الصغار ورجال الخير المتطوعين الذين كانوا يكافحون الحريق بدون ان يعلموا ان سمو ولي العهد كان سوف يحضر او حتى عندما اعتذر عن الحضور .
النتيجة للحريق الذي حصل أنذاك أن كانت هناك حالات اختناق وحروق في كثير من مرتبات الدفاع المدني والمواطنين توزعت على الكثير من المشافي ، كذلك كانت هناك الكثير من صفحات الشكر والثناء على مختلف انواع الصحف وشاشات الإعلام والاذاعات المحلية لمعالي نائب رئيس الوزراء الدكتور معن ابونوار ومدير عام الدفاع المدني الذين ساهموا و اشرفوا على انقاذ حياة الناس ……

ما اردت قوله من سرد هذه القصة الحقيقية والتي كنت شاهدا عليها ، أننا كلنا نتابع خلال أزمة الكورونا جولات جلالة الملك وولي عهده المحبوب.
ففي كل يوم نسمع عن زيارة لجلالة الملك او لولي عهده وهو يجلس مع الناس ويستمع الى مشاكلهم وحاجاتهم ومطالبهم .
كذلك شاهدنا أيضا جلالة الملك وولي العهد يقومان باتصالات هاتفية مع شرطي او مع عسكري او ممرض او عامل وطن او مواطن ليلبوا حاجات الناس ويطمئنوا عليهم .

أما آن لكم ان تستحوا على انفسكم ايها الوزراء الذين لا تتجاوبون مع الاتصالات الهاتفية ولا مع حاجات الناس ومطالبهم ، وخصوصا اذا كانوا من المتقاعدين والمحاربين القدامى الذين يوليهم جلالة الملك جل عنايته وتقديره واحترامه لهم .

مكاتبكم ومكاتب سكرتيراتكم ومدراء مكاتبكم لا يمكن الوصول اليهم وكانها مشيدة ببروج عاجية ،
سواقينكم ومرافقينكم صاروا كأصحاب فرعون لفرعون وعلى قولة المثل كلب الشبخ شيخ .
هواتفكم وتطبيقاتها من رسائل وواتس أب تتعطل عند حاجات المواطنين واستفسارتهم ،

والله يا اصحاب المعالي أن هواتفكم لا ترن ولا ترد ولا تستقبل مسجات أو حتى رسائل من عامة الناس بينما انتم عند اصغر موظف بالديوان الملكي تركظون بسرعة متسابق في سباق المائة متر ،وكل ما تفعلونه انكم تظهرون علينا عبر وسائل الإعلام يا اصحاب المعالي بأخلاق الصحابة ، كفاكم كذبا ودجلا ونفاقا وإستغلالا لضعف الناس وحاجاتهم ، وتقومون ببث تواضعكم وحرصكم على الوطن والمواطن عبر شاشات التلفاز او الميكرفونات الاذاعية. او من خلال اتخاذ القرارات على الشعب دون التواصل معهم او معرفة حقيقة حاجاتهم الأساسية .

تعلموا وافعلوا كما يفعل سبدنا جلالة الملك وولي عهده المحبوب حفظهما الله ورعاهما الذان يريدان فعلا لا قولا وعملا لا تمثيلا .

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …