أخبار عاجلة

الصوت في ألمانيا و ( الصدى ) في إسرائيل

هرمنا – المحامي بشير حسن المومني

لم يكن الملك بحاجة لاكثر من حديث مختصر جدا بكلمات وسطور مقتضبة جدا في اجابة لاسئلة ( الديرشبيغل ) الألمانية حتى يستيقظ اعلام العدو على وقع الصدمة والاضطراب الاعلامي والتحليلات والتفسيرات المتضاربة التي خلقت حالة من التيه والهلع في الشارع الاسرائيلي وصلت مرحلة ( الترند ) وفي بند المعلومات تشير بعض التسريبات الى مدى تسلل هذه التصريحات الى عمق الكيان المحتل لتخلق اتجاهين محددين الاول تمثل بدفع ورفع المعنويات لدى الشقيق الفلسطيني تحت الاحتلال بأن الأردن لن يقف مكتوف الايدي تجاه العنترية والصلف الصهيوني مهما كان الثمن والثاني بدفع الكيان المحتل لإعادة ضبط ساعته السياسية على توقيت عمان حتى ان بعض التحليلات الاعلامية اشارت الى تأثير محتمل لتوجهات الملك الاردني على تشكيلة الحكومة الصهيونية باعتبار أن ( جميع الاحتمالات مفتوحة ) ..

منذ فترة نرصد عدائية شديد في الاعلام الصهيوني تجاه الاردن فلقد جرى ترك ايران وحزب الله وحماس وباتت المملكة تأخذ الحيز العربي والنطاق الاوسع في هذا الاعلام المنحط المفلس فلسفيا وقيميا وبلغت به الوقاحة لدرجة تجاوز جميع ادبيات الحد الادنى المعقول من العلاقات ( الباردة ) لياخذ اعلامهم شكل الحملات الممنهجة والموظفة والموجهة وبدأت الاصوات ترتفع والرسائل الاعلامية توزع بعناية على الاعلاميين الصهاينة وجرى مهاجمة رأس الدولة لدينا بشكل غير مسبوق وقرأنا لمقالات تدعو الى دعم المعارضة الاردنية او توفير الارضية الخصبة والدعم اللوجستي لها بطريق مباشر او غير مباشر لكن بجميع الاحوال بات الاعلام الصهيوني القذر يتعامل مع المملكة وجلالة الملك كخطر استراتيجي على فكرة يهودية الدولة ووجودها ..

رسائل مهمة جدا في مقابلة ( الديرشبيغل ) تضمنها الحديث الجريء الواضح المفعم بالثقة والاتزان وعبقرية انتقاء الكلمات والاجابات تجلت في ( تنكيس ) عمليات البروباغندا الصهيونية تجاه الشقيقين العربيين السعودي والاماراتي حيث كان الاعلام الصهيوني فعالا منذ فترة باتجاهات الحرب النفسية وافتعال الازمات ومحاولة نقل الصراع باتجاه الخليج واظهار الاشقاء بأنهم قابلون بهزيمة القرن فبدد جلالة الملك احلامهم واوهامهم عندما كشف عن حقيقة دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو الشيخ محمد بن زايد للمملكة الاردنية الهاشمية وللفلسطينيين وانه لا تغيير على المواقف العربية من ثلاثية الدولة وعاصمتها القدس والحدود بمرجعية المبادرة العربية والحقوق المتمثلة بالعودة والتعويض ولقد كانت كلمات الملك دقيقة ومحسوبة بعناية الحريص ..

رسالة مباشرة للفلسطينيين مفادها بأنه يمكنكم التعويل على الاردن والاردنيين دولة وشعبا وقيادة عند الشدائد ورسالة تحذير واضحة من خيارات مفتوحة واوراق يمتلكها الاردن لمواجهة اي اجراءات لا تتفق والشرعة الدولية وكلمات حازمة حاسمة لا تحتمل التأويل والتفسير حاول الاعلام الصهيوني احتواءها او اعادة توظيفها او برمجتها وفشل في ذلك فشلا ذريعا لا بل وخلقت بلبلة اعلامية وسياسية على جميع المستويات ومن الآن فصاعدا على نتنياهو ان يعد اصابعه ليعرف ما الذي فقده بالضبط ..

شاهد أيضاً

المبيضين: لم نرصد خلال الساعات الماضية أية محاولات للاقتراب من سمائنا 

هرمنا الاخباري-قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور مهند مبيضين ” نحن معنيون …