أخبار عاجلة

سؤال الثقافة برسم الاجابة… بقلم: د. زيد احمد المحيسن

على هامش احد المؤتمرات جلست الى جواري سيدة فاضلة عليها وقار العلم والذوق والادب الجم فتداولنا اطرف الحديث معا، وقبل البدء باعمال المؤتمر بادرتني بهذا السؤال : ماهي الثقافة من وجهة نظرك الشخصية ؟ وما اهميتها للمجتمعات الانسانية ؟
فحاولت الاجابه باختصار ان الثقافة مهمة للفرد والمجتمع معا .. فالثقافة تولد المعرفة والمعرفة تولد الفكر والفكر يولد الافكار والافكار تعمل على بناء الفرد والمجتمع وتسهم في تشيد العمران، فهذه المنجزات الحضارية والعمرانية التي نلمسها في حياتنا اليومية ماهي الا وليد ونتاج شرعي للثقافة، لهذا فالثقافة هي الاس والمقام في نهضة الامم وتطورها وتقدمها المادي والمعنوي.

من هنا ادركت الامم والدول عبر مسيرتها التاريخية اهمية الثقافة للفرد والمجتمع وعملت على تكريم المثقفين – هؤلاء القناديل الذين يضيؤون بافكارهم النيرة – عتمة الامة – من الجهل والتخلف والخرافة، ويقدمون لها خلاصة تجاربهم وتجارب الامم من اجل النهوض والتقدم والتطور والتحضر، ولايمكن لبلد ان يتقدم او يتطور تطورا حقيقيا مالم يتم فيه تعليم وتثقيف مواطنيه، فالاستثمار في الموارد البشرية علما وتثقيفا هو استثمار طويل الاجل لمستقبل الامة والدولة وتقدمها، فالعلم والثقافة ثروة والاستثمار فيهما هو بناء للمستقبل الواعد على اسس علمية، لهذا فالثقافة ليست ترفا بل هي ضرورة وحاجة ملحة للامم والدول والاعتناء بالمثقفين هو ركيزة اساسية من ركائز المحافظة على موارد ومصادر الدولة المادية والطبيعية.

في احد مقالات الكاتب العراقي المعرف خالد القشطيني يقول :- ” روى لي المرحوم داود السعدي، أحد النواب، كيف أنهم في الثلاثينات، واصل نواب المعارضة ضجيجهم واعتراضاتهم على السلطة. راحوا يتهجمون عليها وينددون بسياستها، ومن ذلك اعتراضهم على أحد تشريعاتها الجديدة. انفضت الجلسة من دون أن تستطيع الحكومة أن تمرر القانون الجديد واضطرت إلى تأجيل المناقشة. أسرع أحد نواب الحكومة في المجلس إلى رئيس الوزراء، وكان عندئذ ياسين الهاشمي، فقال له: لماذا تعطي هذه الحفنة من النواب كل هذا الاهتمام وتسمح لهم بكل هذا المجال؟ لا يتجاوز عددهم عدد أصابع يديك. الأكثرية كلها معك. اطرح اللائحة للتصويت فنصوت على قبولها من دون كل هذا القيل والقال وينتهي الأمر. فأجابه ياسين الهاشمي: نعم أنا أعرف أن الأكثرية الساحقة معي، ولكن هذه الحفنة من النواب التي تشير إليها تمثل زبدة الوطن. إنها النخبة المثقفة والمتعلمة. يجب أن نستمع إلى آرائها ونعطيها ما يكفي من المجال للتعبير عن أفكارها”.

نعم وحتى نتمكن من اصلاح مجتمعاتنا اصلاحا جذريا – اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا علينا ان نبحث عن هؤلاء المثقفين والمفكرين ونخرجهم من عزلتهم ومن صوامعهم التي اعتكفوا فيها لسنوات طوال مورس بحقهم التهميش والتدجين والتفقير الممنهج، وندفع بهم الى ساحة الفعل الحقيقي والمؤثر، فنحن اليوم بامس الحاجة الى افكارهم وطروحاتهم التقدمية لاشراكهم في تفعيل المشهد العام لكي يساهموا كشريك اصيل مع اصحاب الرأي والمشوره بافكارهم النيرة من اجل النهوض بواقع بلادنا نحو معارج التقدم والازدها،ر فالتحديات التي تواجه وطننا كثيرة وكبيرة وصعبة في نفس الوقت تحتاج الى وقفة من الجميع من اجل تصليب جبهتنا الداخلية الوطنية واستنهاض همم الامة الكامنة واستيلاد الابداع والافكار الخلاقة للتبشير بفجر جديد وبمستقبلا اكثر املا وقوة ومنعة وثقة بالنفس للوطن والمواطن معا .

شاهد أيضاً

القرعان يكتب : أمام اصحاب الولاية العامة … لمصلحة من السكوت عليهم

كتب ماجد القرعان هرمنا الاخباري-حالة مستغربة وعجيبة في الوسط الإعلامي هي بمثابة لغز لا بل …