مجدّداً يثبت رئيس الوزراء الأردني الأسبق فيصل الفايز أنه الأجدر بمنصب رئيس مجلس الملك، إذ لم يكد يجب عن سؤال واحد في مقابلته المطوّلة مع “رأي اليوم” دون أن يستلهم أو يستعيد إحدى جمل عاهل البلاد الملك عبد الله الثاني.جاء ذلك بعفوية، بينما رحّب بسعة صدر بكل أسئلة “رأي اليوم” ولم يتوانَ عن الحديث حول الغاز الإسرائيلي واشكاليته، ولا تقرير البنك الدولي المثير للجدل، إضافة للأنباء عن استمزاج رأيه ليخلف رئيس الوزراء الحالي الدكتور عمر الرزاز، وأنباء التهرب الضريبي واللحاق بالمتهربين.توقّع الفايز تعليق قانون الدفاع وقيّم المرحلة معترفا “بالحمولات الزائدة” المطلوب انزالها عن كاهل القطاع العام، وعبّر عن تأييده لاي اجراء يفيد الخزينة بما في ذلك تخفيض رواتب الرؤساء والمسؤولين، مؤكّداً أنه رئيسٌ “ديمقراطي” لمجلس الأعيان ويتبع رأي الأغلبية.اتفق الفايز مع رأي رئيس “همة وطن” ورئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم الكباريتي على أهمية عقد حوارٍ وطني وإيجاد لجان تشاورية لكن “بغض النظر عن التسمية”، وأكّد أنه كان للحكومة “غلطة بعشرة”، مصرّاً في النهاية على “العشم” بالأردنيين أن “يتحمّلوا بعض”، ومعلناً “سأبقى متفائلاً”.وتاليا نص المقابلة :– كيف تنظر للأزمة الحالية، وأين ترى الأردن؟أرى أن الأزمة الأخيرة كشفت ما تحدث عنه الملك فالعولمة لم تكن نظاما عادلا، من حيث التفاوت بتوزيع الثروات بين دول الشمال والجنوب، فدول الشمال والتي منها الولايات المتحدة واوروبا صحيح ان فيها نسب فقر وتشرد- ولعل المظاهرات في الولايات المتحدة خير دليل على انعدام العدالة الاجتماعية- إلا انها احتكرت مواردها ولم تنفقها على تنمية الدول الاقل ثروة، بل ضاعفت من انفاقها على الأسلحة. رغم انها لو استثمرت بعضاً من هذه الموارد على دول الجنوب كان من الممكن المساهمة في القضاء على الإرهاب والعنف.وللأسف نحن أيضاً دول مستهلكة للسلاح، وهذا ما ظهر جلياً فيما قبل كورونا، فعندما طالب الشباب العرب بالديمقراطية والحرية، للأسف تدمر العالم العربي لأن المدخل للديمقراطية كان خاطئاً، والرد أيضاً ولنتابع من يموّل ومن يسلّح في المنطقة ومَن الذي يؤجج الصراعات في هذه المناطق، بالنظر إلى سوريا الآن نجد كل الدول تتدخل، وكذلك ليبيا. وكل هذا انعكس على مستويات الهجرة سواء السياسية أو الاقتصادية وبالتالي عاد لدول الشمال.أما بالنسبة للأردن، فقد واجهتنا على مدى العشرين عام الماضية وهي فترة حكم الملك عبد الله الثاني، العديد من التحديات وقد تخطيناها جميعها، من سقوط العراق وانقطاع النفط العراقي الذي كان مصدر طاقة مجانية للأردن، ولاحقاً الربيع العربي وتبعاته وانقطاع الغاز المصري، جميعها ترتب منها أعباء اقتصادية كبيرة على الأردن؛ لكن الملك والذي يعد رأس السلطة التنفيذية استطاع بتوجيهاته مواجهتها وأن يعبر بنا كل التحديات.وإذا نظرنا لجائحة كورونا، فالحمد لله، كانت توجيهات الملك للحكومة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية لاحتواء هذا الوباء ناجحة جداً، خصوصا اذا ما لاحظنا عدد الاصابات القليل جداً لدينا وكذلك عدد الوفيات، التي تعتبر من الأقل عالمياً، وذلك بفضل قانون الدفاع والأوامر التي تمخضت عنه، فقد كان للحظر الشامل دور كبير وللقوات المسلحة والأجهزة الأمنية دور هام في تنفيذ أوامر الدفاع، وكذلك الاعلام والمؤسسات الصحية.
شاهد أيضاً
الملك يزور البادية الوسطى ترافقه الملكة وولي العهد
هرمنا الاخباري-زار جلالة الملك عبدالله الثاني ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو الأمير الحسين بن …