أخبار عاجلة

اسامة الراميني يكتب :عمر الرزاز وجون فاولز ومعركة محاربة الفساد

هرمنا

الروائي الانجليزي جون فاولز كان ينصح أي شخص يعرفة أن يعيش جادًا حتى ولم لم يرغب، وكان يقول لا تشاهد الافلام الغبية، ولا تقرأ عن الفساد في الصحف، وأضاف نصيحة ثالثة لهم بأن لا يستمعوا إلى الراديو والتلفزيون مؤكًدا أن مشاهدة الافلام الغبية وقراءة الفساد في الصحف والاستماع إلى الراديو يعني اضاعة الحياة في الثرثرة وكان المجتمع الإنجليزي في ذلك الوقت “ينغل” بالفساد المالي وكل اشكالة.. اعرف كما غيري بأن شبكة الفساد في الأردن اطول من شبكة المجاري، الرائحة تزكم الأنوف وكل شيء تحت الارض، مؤخرًا الصحافة سمعت عن الاقتحامات والمداهمات التي قامت بها قوى لا نعرف من هي داهمت مستشفيات ومصانع ورجال مال واعمال وأخرين، ويبدو أن الامور هذه الايام مختلفة ولم نعشها من قبل، فخلال اسبوع واحد ضربت المدفعية طلاقتها وقنابلها ودكت الحصون والقلاع المنفية ويبدو أن المدفعية تتقدم بدون تردد وتواصل مشوار قصفها المنظم الذي لا نستغرب الا من توقيفه كون اعلان الحرب جاء على حين غفلة وبدون سابق إنذار وربما أن حرب من هذا النوع تحتاج إلى تكتيك من طراز “الحرب خدعة لا مكان او زمان لها”.

ما قامت به حكومة عمر الرزاز او من يساندها او يقف خلفها في هذه المعركة لم تقم به الكثير من الحكومات، فدولة الرئيس الرزاز قال اليوم في زيارته لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد الحكومة مستمرة في حربها لانها تسير مستندة إلى التوجيهات الملكية بأن لا حصانة لفاسد ولا تهاون مع أي كان وأن الجميع تحت مظلة القانون.

الرئيس أكد بأن سيادة القانون هي من يجب أن تطبق على قاعدة “المتهم بريء حتى يدان”، ولكن هناك رسائل وجهها الرزاز إلى الداخل والخارج وتحمل كلام هام وخطير عندما قال لن تسقط الجرائم على المال العام والمعركة مستمرة بسترداده سواء إن كان بالقطاع العام أو الخاص وقال كلامًا مهمًا واضحًا وصريحًا بأن الاقتصاد الأردني منفتح ويشجع الإستثمار ويحفزه لأن الإستثمار هو المحرك لعجلة الاقتصاد والنمو والتشغيل، لكن شريطة أن لا يتم السماح بالتهرب الضريبي او غسيل الأموال وهذا لم نسمعه من قبل وتحديدًا بما يتعلق بغسيل الأمول التي يبدو أن الحكومة ورئيسها تحديدًا يمتلك معلومات اشهرها بوجة من ينتظر دورهم.

لا يخلتف اثنان على محاربة الفساد ومكافحته واسترداد المال العام ومطاردة الفاسدين والمفسدين وترسيخ قيم النزاهة والشفافية والحكم الرشيد وانفاذ القانون ومحاربة التهرب الضريبي بكل اشكالة واستعادة هيبة الدولة في معركتها التي نأمل أن لا تكون موسمية او لاسكات البعض و بأهداف غير الأهداف المعلنة، فالمواطن سمع كثيرًا هذه الأسطونة والآن أصبح يريد أدلة على حسن النوايا وليس مجرد ادعاءات خصوصًا في ظل غياب عناصر الثقة بين الحكومة والمواطن في هذا الشأن تحديدًا ..ويبقى السؤال الأهم من سينتصر في معركة محاربة الفساد ؟ وهل ستصمت حكومة عمر الرزاز أم أنها ستعلن الراية البيضاء مبكرًا كما فعلت غيرها ونعود إلى نفس الحكاية.. وأتمنى أن لا اعود إلى نصائح الروائي الانجليزي جون فاولز الذي قدم نصيحة عدم اضاعة الحياة بالثرثة والاستماع إلى الراديو وقراءة التصريحات عن الفساد في الصحف.

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …