عودة الى زمن القطاريز !!.. د . عصام الغزاوي

هرمنا

لست ممن امتهنوا نقد الحكومة حتى انني كتبت عدة مقالات شكر لها والدفاع عنها وامتدحت إجراءاتها خلال ازمة الكورونا، في بداية الازمة معظم الاردنيون اخلصوا النية واحسنوا الظن بالحكومة ووثقوا بقراراتها وإجراءاتها ووقفوا معها بكل جهودهم وطاقاتهم إنطلاقاً من حبهم وإخلاصهم لوطنهم، لكن للأسف يبدو ان من شب على شئ شاب عليه وحكوماتنا شبت على استغفالنا واستغلالنا، لقد خاب ظننا وتراجعت الثقة بنواياها، ومن الصعب القاء اللوم على اجراءات تحدي الكورونا لتبرير سبب هذا التراجع، تعديلات نظام الخدمة المدنية التي تمس رواتب الموظفين واقرها مجلس الوزراء بطريقة شبه سرية وجرى نشرها في الجريدة الرسمية بطريقة لعبة الغماية فيها تغول كبير على موظفي القطاع العام، وأجزم ان من كتب نص تعديل المادة 191 من النظام لا يريد الخير لهذا البلد، نحن نمضي في طريق وعرة وكافة فئات المجتمع الاردني أُنهكت وأُستنزفت، وغالبيتهم بالكاد يستطيعون تأمين لقمة العيش لأسرهم، حتى أصبحنا نقرأ اليوم عن إصطلاح الفقر المدقع الذي إختفى من بلادنا منذ عقود … إرحموا المواطن الأردني ولا تجعلوه يشعر أنه اصبح غريباً في وطنه الذي بات مجرد مكان ينام على رصيفه ليلاً وهو يرتجف، ولا تجعلوه يقوم مع كل كسرة خبز مغمسة بزعتر شيحان وزيت عجلون والكفارات، وفي دبر كل صلاة بلعنكم ولعن قراراتكم التي أفقرته وأفقدته كرامته !!!