أخبار عاجلة

الأمن العام… جائحة كورونا…. ما خفي أعظم “” “” بقلم الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه

هرمنا – جهود كبيرة ومتشعبة نفذتها تشكيلات جهاز الأمن العام المختلفة خلال جائحة كورونا… جهود لم يعلم بها المواطن… ولا يعرف حقيقتها… لم تطفو على السطح… ولم يتطرق إليها الإعلام بوسائله المتنوعة… جهود مضنية لا يعرفها سوى من نفذها وأشرف عليها.. او من إصابته منافعها…وتعامل معها من المواطنيين…

استعرض الإعلام نقاط الغلق التي نفذتها تشكيلات الأمن العام مع زملائهم من القوات المسلحة الأردنية على مختلف التقاطعات ولكنها لم تستعرض الجانب الخفي لهذه النقاط… جانب قواعد الاشتباك مع المواطن عند نقاط الغلق وكيفية التعامل معه بكل حضارية وانسانية وسعة صدر… وتنفيذ دورها الإنساني المتمثل بتامين الأدوية والاغذية واسعاف الحالات المرضية الطارئة… وفتح الغلق في حالات الزواج … ورفع الحواجز وازالتها في حالات الوفاة… وجسر إمداد لاستغاثات المواطن عند إنقطاع التيار الكهربائي والمياة والوقود… ورحابة الصدر والصبر الجميل اثناء التعامل الامثل مع الأنماط البشرية المختلفة والسلوكيات الاستفزازية لهم من قبل بعض المواطنيين…فنقاط غلقهم… ليست ألا اسما.. لا أكثر… فقد كانوا منفتحين على كافة المواطنيين وعلى تماس مباشر مع همومهم ومشاكلهم وترويضها وحلها…

وعلى الجانب الوبائي… كان دورا خفيا لجهاز الأمن العام لم تظهره وسائل الإعلام المتمثل بمرافقة لجان الاستقصاء الوبائي وتسهيل مهمتهم للقيام بواجبهم على أكمل وجه… وحمايتهم من اي طاريء أمني… والبحث والتحري عن المشتبه باصابتهم بالوباء واحضارهم لفرق الاستقصاء الوبائي لفحصهم طبيا…
أضف الى ذلك الترفيق الأمني للعائدين من الخارج إلى أماكن الحجر موفرين لهم الحماية الأمنية من المطار والحدود البرية حتى أماكن حجرهم وايوائهم جنبا الى جنب مع الجيش العربي وحراسة امنية على مدار الساعة معرضين صحتهم لخطر الوباء ومهددين عائلتهم به…

اما الجانب الاقتصادي الخفي لجهاز الأمن العام ولا يعلمه المواطن… فهو جهد عظيم ومضني تمثل بحراسة كافة المؤسسات الاقتصادية من مالية كالبنوك ومحلات الصرافة والذهب والجواهر… وتجارية كالمحلات التجارية المختلفة وصناعية كالمصانع والمعامل والورش المختلفة… فكانت دوريات الأمن العام سواء كانت ثابتة او راجلة او آلية تؤمن الحماية الأمنية التامة لها من اي اعتداء او خرق أمني او تخريب متعمد… ولم تسجل اية حالة سرقة او نهب او تخريب او اعتداء على اية مؤسسة من المشار إليها باعلاه خلال الجائحة … جهد يتطلب حشد موارد بشرية كبيرة واليات ومعدات كثيرة…وكميات محروقات إضافية ودعم لوجستي كبير ودقيق… للحفاظ على أمن وسلامة هذه المؤسسات…
جهاز الأمن العام كان له دور ترفيقيا وامنيا هاما لم يظهر بوسائل الإعلام… وكان خفيا…فكان على مدار الساعة يرافق سيارات نقل الاموال من والى البنوك وحراستها حراسة مشددة لتامين تدفق النقود بآمان وانسيابية تامة لها… كذلك مرافقة (البنوك المتنقلة) من العاصمة إلى كافة مناطق المملكة لتامين المواطنيين بالسحب النقدي المباشر منها اثناء الحظر المناطقي… عدا عن تأمين الحراسة والمرافقة الأمنية لأصحاب ومالكي المؤسسات والشركات المختلفة لتوزيع الرواتب على موظفيهم والتي تصل كميتها إلى مئات الملايين من الدنانير … حراسة امنية ناجحة.. ولم نسمع اي اعتداء أو حالات سلب وقعت عليها … جهد أمني خفي لا يعلمه المواطن.. ولم يتطرق اليه إعلاميا..

المواطن لايعلم الجهد البدني والنفسي الخفي لمرتبات الأمن العام… فرجل الأمن العام كان عمله مضاعف (يدوبل) بعمله.. فليلاً حراسة ودوريات ثابتة او متحركة او راجلة … ونهارا القيام بواجبات امنية مختلفة كالمرافقة او تسهيل مهمة المواطنيين للوصول إلى أماكن الطعام والغذاء والدواء وغيرها بكل يسر وسهولة عدا واجباتهم اليومية المعتادة في وحدته الأمنية… جهد بدني ونفسي مضاعف على مدار ثلاثة شهور كاملة… وعلى مدار الساعة… مرهق وشاق.. الا انهم كانوا عند حسن الظن بهم.. وكانوا الرجال الرجال لهذه الازمة الطارئة… ونفذوا واجباتهم العادية والطارئة معا جنبا إلى جنب بكل كفاءة وحرفية تامة…

الجانب الخفي والأهم لجهاز الأمن العام خلال هذه الجائحة والذي لم تتناوله وسائل الإعلام ولم يتطرق له أحد سواء مؤيدي دمج الأجهزة الأمنية الثلات (شرطة ودرك ودفاع مدني) او معارضي الدمج… هو نجاح استراتيجية الدمج نجاح وبالعلامة الكاملة… فالتناغم والتنسيق بين هذه الأجهزة كان مثالا ودليلا على نجاعة عملية الدمج… لم يكن هنالك تضارب بالعمل ولم يظهر اي خلل في إجراءات العمل اثناء تنفيذ الواجبات…فالعمل كان يسير على وتيرة واحدة وبتناغم وبسلاسة تامة… وخير مثالا على ذلك اضربه في صلاة الجمعة… فالدفاع المدني يوزع الكمامات ويحمل صناديق الإسعاف.. متهيأ لاسعاف الحالات الطارئة… والشرطة تقدم المساعدة الإنسانية والاجتماعية والأمنية للمواطن… والدرك طوقا خارجيا لهم يقف على هبة الاستعداد لأي طاري أمني…. لا تضارب في العمل… ولا فوضى في التطبيق… بل تناغم وتنسيق… قيادة واحدة لهم.. أوامر وتعليمات من مصدر واحد… واشراف ومتابعة من مراقب واحد… أليس هذا اكبر دليل وشاهد على نجاح وتميز عملية الدمج….
اما الوضع الجرمي… فكان في أحسن صوره… فالجريمة انخفضت بشتى انواعها…. فالمخدرات… بيعها وتوزيعها وتعاطيها اختفى تماما… و السرقات انتهت… واللصوص التزموا اوكارهم… كل ذلك مرده لكثافة الدوريات على مدار الساعة.. وتشديد الرقابة … و الحراسة الأمنية القوية لكافة القطاعات الاقتصادية… وساعد الحظر أيضا بانخفاص الجريمة…

هذه بعض الصور واللوحات والحقائق والمشاهد القليلة من كم كبير(جزء من كل) لجهد الأمن العام الخفي الذي لا يعرفه المواطن… ولم تتناوله وسائل الإعلام المختلفة….
كل التحايا والشكر لنشامى جهاز الأمن العام وقيادته الشابة الذين رسموا افضل الصور في التعامل الإنساني والنبيل مع المواطن محافظين على ابسط حقوق الإنسان في هذه الجائحة… ونفذوا أوامر جلالة الملك لهم عندما قال ( إن المراكز الأمنية هي الملجأ والملاذ الآمن للمواطن عند الحاجة إليها)… نعم فكان رجال الأمن بوحداته الأمنية (درك وشرطة ودفاع مدني) الملجأ والملاذ الآمن له خلال الجائحة ونجح جهاز الأمن العام في تطبيق ذلك نصا وروحا بكل احترافية تامة… ولم يتعسفوا في استخدام الصلاحيات الموكولة إليهم… ولم تسجل دوائر القضاء الشرطي اي مضلمة او شكوى من مواطن على افراد الجهاز… بل عبارات شكر وتقدير وامتنان كان يتسلمها قائد الجهاز شخصيا وكذلك قادة الوحدات وعمليات السيطرة… باقة شكر وتقدير للتعامل الإنساني والنبيل لجهاز الأمن العام مع المواطن … وهذا الشكر والامتنان والتقدير احد أعظم مافي خفي ومازال خفيا للامن العام خلال الجائحة… وللحديث بقية

شاهد أيضاً

تتويج الفائزين بالبطولة المدرسية الرابعة للشطرنج عبر الانترنت

هرمنا الاخباري-اختتمت اليوم الاثنين نهائيات البطولة المدرسية الرابعة للشطرنج عبر الانترنت للمرحلة الأساسية/ الدنيا -طلاب …