أخبار عاجلة

تصفير معارضة الخارج من اجل وطن اقوى الدكتور زيد احمد المحيسن

هرمنا – د.زيد المحيسن

تروي بعض الأساطير ان الشمس والرياح تراهنتا على اجبار رجل على خلع معطفه وبدأت الرياح في محاولة كسب الرهان بالعواصف والهواء الشديد والرجل يزداد تمسكا بمعطفه واصرارا على ثباته وبقائه حتى حل اليأس، احد الراحتين كما يقول اسلافنا .وجاء دور الشمس فتقدمت وبزغت وبرزت للرجل بضوئها وحرارتها فما ان شاهدها حتى خلع معطفه مختارا راضيا ” الرفض احد الابعاد الاساسية للجنس البشريان تقول – لا – فهذه سنة الله في خلقه لانك في الوقت الذي تقولها فان غيرك يقول – نعم – و اما من – خبر السياسة بقضها وقضيضها – فيقول – لعم – هذه هي الابعاد والخصائص الفطرية للجنس البشري لهذا فالحياة التي نعيشها لا تسير في ايقاع واحد فهي – جامعة بين – الشر – والخير – بين اللصوص – والشرفاء – بين الفقراء والمتخمين – هذه طبيعة الواقع الذي نعيشه وهذا حال من سبقونا اليه سبيلا – فالانسان عبر السياق التاريخي القديم والحديث لم يرضى ابدا عن حاله ولن يرضى ابدا عن حاله كما يقال، فهو دائم التطلع الى الاحسن والافضل من وجهة نظره – من هنا فان كلمة – لا – ازلية النشأة والموطن وهي حاضرة في كافة قواميس اللغات المحكية قديما وحديثا – ومن كلمة – لا وكلمة – نعم – انبلج فجر التعايش الانساني وترسخ من خلاله معادلة و مفهوم الديمقراطية الحديثة وفجر الحياة المدنية السلمية وانتقلنا من سلطة التغيير بالرصاصة والبندقية والدبابة والعنف الى سلطة التغييرالسلمي من خلال الصوت و الصندوق الانتخابي والكلمة الحرة – ومن ساحات القتال و الانقلابات والاغتيالات الى منصات التواصل والاعلام و الحوارات والتوافق واصبحت كلمة نعم مقدسة لمن هم في السلطة وادارة دفة الحكم اما كلمة لا فاصبحت تمثل سلطة من هم خارج اطار السلطة فتشكلت ديمقراطية حديثة تسير على قدمين واستقرت المجتمعات الانسانية سياسيا في دول الغرباما نحن في عالمنا العربي و العالم الثالث – فحدث عنا و بلا حرج – ما زل من في السلطة يهاب من كلمة – لا – فمن يقولها يجب ان يجرم ويحاكم ويسجن وفي احيان اخرى- يسحل ويخفى من الوجود – في بعض دول العالم الثالث – لهذا ساد التخلف السياسي والجمود الاجتماعي والتكلس الثقافي في مجتمعاتنا العربية وهو مستمر في ذلك الى ماشاء الله – يسير في خطى حثيثة من تخلف الى اكثر تخلفا – اعرج احدب – في المسير السياسي والثقافي والاجتماعي لمفهوم الدولة وكيفية ادارتها – فهو مرتكز في حركته وتوازنه على – رجل واحدة – اما الرجل الثانية – فقد شلت بالتمام والكمال – لهذا فان عرجنا السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي اصبح بارزا للعيان واصبح مدار تندر واستهجان في المشهد الحضاري العالمي والانساني واثار ذلك انعكس على كل مظاهر حياتنا اليومية – السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والاجتماعية تخلفا وتراجعا وطنيا وتنمويا الى الوراء والى الدرك الاسفل في اغلب ديارنا واقطارنا العربية ….نحن في الاردن وكما يقول الصحفي المخضرم محمد داودية ” لقد شهد الفكر السياسي الاردني تطورا بارزا ونضجا محمودا في علاقة النظام بالمعارضة والقوى السياسية المدنية الوطنية التي تدسرت بالكامل في مطلع التسعينيات وتحولت من معارضة الحكم الى معارضة الحكومات ” هذا الكلام الوازن والذي يحمل نبل المقاصد يبدو ان تنزيله الى واقع المشهد الحالي و على ارض الوقع اصبح في – خبر كان – و بعيد المآل هذه الايام – ان ضيق صدر الحكومات الحالية من كلمة – لا- وعدم الرشد في اتخاذ القرارات وعدم رغبتها في سماع النقد – لممارساتها التنفيذية والاجرائية مما دفعها الى التضيق على هذه الاصوات ومنعها من ايجاد منابر اعلامية ومنصات خطابية لاسماع صوتها داخل اطار الوطن اضطرها الحال الى الهجرة القسرية الى الخارج بحثا عن ملاذات امنة للتعبير …! وباحثة عن افاق الحرية وعن حقها الطبيعي في اسماع صوتها ووجهة نظرها في القضايا الوطنية وهموم الشأن العام – فبلادنا مثلها مثل بلدان العالم الثالث الحياة فيها ليست دائما وردية او كما يقال – قمرة وربيع دائم كما يظن البعض – فهي لاتخلو من المنغصات الاقتصادية والابتلاءات السياسية والضغوط الدولية، لهذا فالاصل ان يكون للحكومات فهم معمق ومجذر و تراكمية التعامل مع الاختلاف والمعارضة وخبرة طويلة في كيفية معالجة كلمة –لا – من خلال الدراية والمؤسسية والمنهجية في اعمال العقل والرشد وتنفيذ روح القانون ولديها بعد نظر في التعامل مع المعارضة وطروحاتها وترك لها هامشا معقولا تمارس فيه دورها الرقابي و تعمل في اطار مساحة الدستور والقانون معا وتعمل من داخل حدود الوطن و بحرية وتحت رقابتها – وفي اطار اللعبة السياسية الديمقراطية المشروعة والمنظبطة بروح الدستور و القانون و من خلال عدم المساس او التطاول على الثوابت الوطنية التي يجمع عليها كافة ابناء الوطنكذلك على المعارضة فهم دورها المنوط بها وحدوده و دون شوفنية الطرح والخروج عن الثوابت و المنطق والمالوف الوطني والمجتمعي – و عدم المبالغة في النقد والتهويل غير المبرر للمنجز الوطني والالتزام بادبيات الخلاف والاختلاف وفي اطار المنطق والاعراف والتقاليد والكياسه الاخلاقية لمعنى المعارضة – فالكراسي السياسية في حالة ارتفاع وانخفاض فمن هو في سدة الحكم اليوم غدا سيكون مع عداد الجالسين على رصيف الوطن ومن كان في المعارضة امس سيتسيد المشهد اليوم – فهذه هي اللعبة الديمقراطية بحلاوتها ومرارتها لاغالب ولا مغلوب الجميع رابح اذا صبروا واداروا المشهد بحكمة وعقلانيةانني ومن خلال مراقبتي الدائمة للمشهد السياسي في بلادنا والدور المطلوب من كل منهما من في السلطة ومن خارجها اجزم – ان الاثنين معا فاقدي المعرفة الحقيقية لدورهما العملي والتكميلي المناط بهما – فلدينا معارضة الشو – ومعارضة المعارضة من اجل المعارضة – ومعارضة النفعية بحثا عن تنفيعات مادية – وفي نفس الوقت لدينا حكومات قليلة الحيلة والدراية بادارة الشان العام وعدم قدرتها في اقناع الاخرين والدور الذي تتقنه بامتياز – هو دور تكميم الافوه والتمترس خلف القبضة الامنية – فالدول ياسادة ياكرام – لاتدار بالعنف وخنق الاصوات انما تدار بالحكمة والصبر وطول النفس ولين الجانب والتسامح في بعض الاحيان والشدة في احيان اخرى وبشعرة معاوية كميزان للقياس والاحتكامانني ومن منطلقات الغيرة الوطنية اولا ومن ثم ايماني العميق بثوابت الدولة الاردنية ونظامها السياسي ثانيا ومن باب المصلحة الوطنية بعيدة النظر ثالثا اتمنى ان تسعى الحكومات الاردنية القادمة جاهدة و باساليبها الناعمة – باعادة النظر في تعاملها في من يقول – لا- لها – داخل الوطن – فالوطن فية متسع للجميع – من مؤيد ومعارض – وهذه التعددية في الاراء السياسية – و في وجهات النظر- والرأي والرأي المخالف – هي فسيفساء المشهد السياسي الحضاري الانساني الاردني في ارقى و ابهى صوره وخلاف ذلك هو – الاستبداد والتفرد في الرأي والقرار وتجنيد خارجي واستقطاب للمعارضة لاحداث خلل وشروخات في نسيج الدولة وخدمة اجندات وتقاطعات واغراض خارجية تستفيد من هذا الشرخ قوى لاتريد الخير لبلدنا وتعميق للفجوة، وقبل هذا وذاك فتح نوافذ لعدم الاستقرار المجتمعي وباب عريض للتدخل الخارجي في الشأن المحلي، ولنا في دول الجوار خير مثال على ذلك – ومن – الدروس والعبر الشىء الكثير – فالدلف يبدأ بنقطة ماء – و اذا ما استمر الدلف يندف دون اجراء اصلاح لمكانه يتسع ويتحول الى تيار مائي يحمل في طريقة الخراب والدمار لكل منجز حضاري مادي او معنوي للوطن – وهذا بالتمام ماحدث للدول المحيطة بنا – حين ما استقوى البعض منهم على اوطنهم من خلال حملات تشويه صورة الحكم في الخارج والاستعانه بعد ذلك بالمنظمات الحقوقية الاقليمية والدولية واجهزت الاستخبارات الكونية فشددت الحصارات الاقتصادية والسياسية على بلدانهم وسهلت على اعداء الخارج والمتربصين بهم في ايجاد الحجج الواهنة كذرائع للدخول اليهم وغزوهم في عقر دارهم و من اوسع الابواب والنوافذ بحجة نشر الديمقراطية وحرية التعبير وحماية حقوق الانساننحن هنا في بلدنا ومع بداية ما يسمى بالربيع العربي الديمقراطي..!، ظهرت لدينا اصوات حملت سمة المعارضة مطالبة بالاصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد واعادة هيبة الدولة التي يديرها رجال البزنس واصحاب الاعمال فاختلت وظيفتها ودورها في المجتمع فبدت حالات الترهل الاداري والفساد المالي وتفشت المحسوبية مما ادى الى خروج الناس الى الشوارع طلبا للاصلاح الجذري ومحاربة رموز الفساد، وبدات هذه الاصوات تاخذ من الخارج مقرا لها ولعملها الاعلامي والسياسي ونحن الان لانزال في بر الامان و في اول الطريق ومع بداية مشاهدة قطرات الدلف تتساقط يوميا – نقول كلمتنا الجريئة الوطنية الصادقة ومن داخل الوطن باننا – نعول دائما على صوت العقل والمنطق ان يطغى على حكوماتنا القادمة وعلى المشهد الوطني برمته – قرارا وسلوكا تنفيذيا حصيفا ومن خلال اصدار عفو خاص او عام لعودة من يقول –لا- الى حضن الوطن فشمس الوطن كفيله باقناعه بان حضن الوطن كبير و فيه متسع للجميع – فنحن ابناء امة محمد –(صلعم) امة اهل الرحمة والتسامح امة الصفح والمرحمة – امة لاتثريب عليكم اليوم – اذهبوا فانتم الطلقاءمن هنا فنحن – ندعو بالكلمة الصادقة وامام الله والوطن بان تصفير كلمة – لا – التي تنطق من الخارج اصبحت – ضرورة وطنية وليس ترفا سياسيا – من اجل تجسيد مفهوم الوطن الاقوى الحاضن للجميع – ومن اجل تصليب جبهتنا الداخلية لتكون اكثرصلابة ومنعة – عصية على الاختراق – والاستقطاب – والترويض من الخارج – من هنا نقولها بصوت مرتفع ودون مواربة – ادعوهم للعودة الى حضن الوطن لنبداء معا – بحوارا وطنيا داخليا – نتحاور داخل حدود الوطن – نختلف ونتحاور ونتشارك في الاراء والطروحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ضمن ثوابت الوطن وفي اطارالدستور و القانون – فالوطن ونهضته وعزته وخيره للجميع – وهو – لابنائنا من بعدنا – فليس والله – ثمة مكان وغاية في الدنيا اغلى من حضن ودفء الوطن ان نتحاور جميعا – مؤيدين ومعارضين – من اجله ومن اجل رفعته وتقدمه وتطوره – فالشجرة العظيمة لا تحجب ظلها حتى على الحطاب وهذه هي ميزة وعظمة الاردن الوطن والحكم الذي يقوده .

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …