أخبار عاجلة

الفكرة والشعار والواقع .. المحامي بشير حسن المومني

هرمنا – بداية أرجو أن أسجل اعتراضي الشديد على كل منشور او تعليق نال من السيدات والانسات المحترمات في فعالية البارحة وما قرأناه من تعريض في سمعتهن وكرامتهن فحرية التعبير هي الركن القيمي والمبدأ الثابت في أي سعي نحو التطور والتقدم وصناعة مجتمعات اكثر رقيا وتقدما وحصانة ومنعة مع تسجيل اعتذاري على منشوري التهكمي الذي نشرته البارحة حول الحالة والذي اردت فيه ايصال فكرة بطريقة النكتة لا اكثر الا انه احتمل كلاما غير مناسب لذلك قمت بشطبه ..

ومن ثم .. ومن باب الحق بالتمتع بنعمة الحرية التي نعيشها في بلادنا والحق في التعبير ايضا بلا معقب فلقد ساءني كغيري ان ترفع شعارات غير مفهومة المعنى والهدف في النيل من ( سيادة الرجل ) و ( المجتمع الابوي ) لتصنف الرجولة كحالة من الاستبداد وليصنف المجتمع الابوي كحالة قاتلة تهدر حياة الانثى كذا ببساطة في حين ان هنالك فارق كبير لا بل وفرق كبير جدا بين ( الذكورة ) و ( الرجولة ) فالاولى متعارضة ومناقضة ومسيئة للانوثة في حين أن الثانية مكملة لها متوالفة معها لأنها مبنية على الاخلاق فمشكلتنا لم تكن يوما بالرجولة بل بالذكورة اما المجتمع الأبوي فهو مرحلة أكثر تقدما وتطورا للرجولة باعتبارها حالة الانسجام والتناغم مع الفكرة الكلية للأنثى والمرأة ..

البعض أراد تبرير ما تم رفعه من شعارات غريبة فتناول انها تهدف الى ما تهدف اليه من حقوق للمرأة والبعض الاخر تناول الموضوع بشكل تاريخي انثروبيولوجي مع شرح السياقات والبعض الاخر اتهم المجتمع بالفقر الثقافي والجهل لان الشعارات تعني مفهوما ومصطلحا محددا .. وكشخص جاهل قرأ الآلاف من الكتب والمجلات المتخصصة والمقالات والدراسات والقوانين والقرارات القضائية في حياته التي ابتدأها كشيوعي ملحد وتنقل بين جنبات المكاتب والمؤتمرات وورش العمل والتجارب القاسية وصولا الى مكتبات المساجد والمحاضرات السياسية والتنظيمية من سن السابعة تقريبا وصولا الى ما وصل اليه اليوم من محاولات لمس نقطة التوازن المعرفي من خلال الاعتراف بالجهل والسذاجة البشرية على عمقها وانه لا يعلم وان الحياة اوسع من امكانية احتوائها كان لابد من موقف وفكرة ..

على ما اذكر ووفقا لما قرأت في سن الثانية عشر فإن فكرة ( النظام الأبوي ) وليس كما رفع من شعارات ( المجتمع الأبوي ) كان نتاج ترجمة غير دقيقة لافكار فلسفية تتحدث عن ( النظام الذكوري ) القائم اساسا على تفسير اقتصادي لحركة التاريخ في ديالكتيك وجدليات المادة تقوم على مرجعيات الانتاج ولست بصدد التطرق للسياق والنظرية الاساس لكن ما لفت نظري جدا في فعالية البارحة هو كتابة الشعار ورفعه بشكل مغلوط فحتى من قام بنقله قام بهذه العملية بشكل مغلوط وكان حريا به رفع شعار ( النظام الابوي ) لا ( المجتمع الابوي ) وشتان ما بين الثرى والثريا فلم يكتف الناقل بانه نقل بغير علم او دراية بل اخطأ في النقل أيضا ومثاله الطالب الذي ينقل من زميله في امتحان الاملاء ولا يدري بأن زميله يكتب بشكل املائي مغلوط فلا يدري الاستاذ هل يضحك ام يغضب !!

بجميع الاحوال لابد ان نعترف بأن لدينا تحديات اجتماعية عميقة وان الانثى في مجتمعنا تتعرض لظلم واستبداد نظام ذكوري بالمجمل جرى تكريسه من خلال حالة نسبت للأديان زورا وبهتانا وافتراءا على الله ورسله وبالمقابل فهنالك ايجابيات للمجتمع للمجتمع الشرقي لا يمكن انكارها تضع مسؤوليات واعباء كبرى على الرجل ( لا الذكر ) حد الظلم والطريق الاسلم هي ان نختار عمليات المواءمة الحضارية والمعرفية بديلا عن النقل بغير علم نعزز فيها ايجابيات المجتمع تجاه المرأة ونضعف السلبيات ونخفف من حدتها في حال عدم القدرة على محوها وصولا الى الانتهاء منها عبر الحركة الطبيعية لنمو المجتمع وتطور التاريخ ..

شاهد أيضاً

الخطوط الجوية العراقية تستأنف رحلاتها إلى إيران غدا

هرمنا الاخباري-أعلنت الخطوط الجوية العراقية، اليوم الاثنين، استئناف الرحلات بين العراق وإيران اعتباراً من يوم …