لمصلحة من يا نقيب الصيادلة ؟

هرمنا- قبل أيام أعلنت الحكومة وعلى لسان وزير الصناعة والتجارة طارق الحموري عن تمديد ساعات العمل للمنشآت التجارية حتى الساعة الثانية عشرة ليلا ، وذلك لضمان استمرار عملية تسلسل الإنتاج ، ومن ضمن هذه المنشآت المشمولة بالقرار الصيدليات.لكن نقابة الصيادلة ، فاجئت الرأي العام وعلى لسان نقيبها الدكتور زيد الكيلاني ، بمقترح قدمته للجهات المعنية ، يقضي باستثناء الصيدليات من قرار تمديد ساعات الدوام ، وكانت الذريعة التي لجأ لها الكيلاني وفق تصريح لـ”جراسا” هي مطالب أصحاب الصيدليات الذين يطالبون باستثنائهم من ذلك لإعطائهم فرصة لقضاء أوقات مع أسرهم وعائلاتهم !!قطاع الصيدليات إضافة لأنه تجاري ، فهو قطاع خدماتي حيوي ، لا يمكن بأي حال تحديد تقديم خدماته زمانا أو مكانا ، وذلك لأن المواطن قد يضطر للبحث عن الدواء ليلا أو نهارا ، ويصعب حصره بمكان أو زمان ، فعندما تأتي النقابة وتتقدم بهذا المقترح فإنها ستوقع كلا من الصيدليات والمواطنين بمشقة لا تحمد عقباها ، وما حدث خلال فترة تعطل الصيدليات خلال جائحة الكورونا ليس ببعيد عنا.الأمر الثاني ووفق ما أكده اقتصاديون ومهتمون بقطاع الصيدلة  لـ”جراسا” فإن مقترح النقابة من شأنه أن يسهم في تعزيز البطالة ، إذ أن مقترحها سيسهم في إجبار الصيدليات ، خاصة التي تديرها شركات كبيرة ، على حصر دوامها بفترة واحدة ، وبالتالي الاستغناء عن خدمات عدد كبير من العاملين فيها في الفترات المسائية ، ما يعني خلق أزمة جديدة من البطالة ، والجميع يعلم أننا الآن في ظرف بالغ الحرج إثر جائحة الكورونا.وتطرق المهتمون بقطاع الصيدلة  الى نقطة بالغة الأهمية ، وهي أن الصيدليات لا تقتصر خدماتها على عملية بيع الأدوية ، بل هناك الكثير من المنتجات الصحية الحيوية التي تباع فيها ، منها حليب الأطفال ، او منتجات  الأسنان وغيرها الكثير ، مما يحتاجه المواطن بشكل دائم ، ولا تتوفر إلا بالصيدليات ، وبالتالي فإن مقترح النقابة سيؤدي الى كساد اقتصادي كبير في بيع هذه المنتجات ، ناهيك عن ما اشرنا اليه سابقا من وضع المواطن في حرج وضيق ، وعدم توفير الخدمة التي يحتاجها المواطن والمريض.أضف الى ذلك ، فإنه من المعلوم أن الصيدليات في السابق كانت تعمل ولأوقات طويلة ، والكثير منها لمدة 24 ساعة ، وفق نظام تضعه تلك الصيدليات ،  وهذا شكل ارتياحا من قبل الموطنين ، وأصحاب الصيدليات أنفسهم .ولا ننسى هنا التساؤل الهام المطروح من المواطنين و المهتمين بالقطاع ، كيف لنقيب الصيادلة الإقدام على إجبار كل من المواطنين والعاملين بالصيدليات على خلق ترابط اجتماعي ، علما أن أوقات دوامهم مرنة ، وتمكنهم من مواكبة ظروفهم الاجتماعية ، ومقترح النقابة سيحرم المواطنين من الحصول على الخدمة الأفضل .