أخبار عاجلة

الموت يغيب بطل من ابطال الكرامة.

هرمنا – الابطال في صمت يقدمون وفي هدوء يرحلون، وعلى المغانم لا يتهافتون، ترجل امس الاول عن صهوة البطولة احد صانعي كرامة الامة وفارس من فرسان معركة الكرامة، ترجل وغادر بهدوء بعد أن قام بواجبه في معركة رد الاعتبار لقواتنا المسلحه عن هزيمة حزيران 67 وحفر اسمه في سجل الخالدين، وكتب اروع قصص البطولة والشجاعة في صفحات التاريخ، غيب الموت الرقيب الاول المتقاعد عبدالفتاح عبدالكريم المعايطه “ابو عبد القادر”، وفي قلبه غصة عبر عنها برسالة عتب في الذكرى الخمسين لمعركة الكرامة قال فيها انه بات يخجل في ذكرى معركة الكرامة كل عام من اولاده واسرته واقاربه بعد ان كان يسرد لهم بفخر في كل ليلة تفاصيلها، بانه اصبح منسيا بعد ان كان محط احترامهم وتقديرهم ويلقب بالبطل، اصبح اليوم يعيش وحيداً على ذكرياتها وعلى امل بدعوة او تكريم او لقاء في ذكرى المعركة ترفع معنوياته ويعيش بها ذكرياته بعد ان عجز وتقدم به العمر وبات في طي النسيان وهو الذي أنعم عليه المغفور له الملك الحسين بوسام الإقدام العسكري تقديراً لبطولته وتضحيته خلال المعركة، فقد كان للمرحوم دوراً فاعلاً حين كان رقيب فصيل دبابات في كتيبة الدبابات الملكية الثالثة احدى كتائب اللواء المدرع/ 60، تموضع مع فصيله صبيحة يوم الخميس 21 آذار 1968 على مثلث المصري لواء دير علا ينتظرون الاوامر للإنطلاق، في يدهم القليل من السلاح والكثير من العزم، ومع اقتراب آليات العدو وثب الرجال للدفاع عن الارض والعرض فكانت هجمة الاسود، لم يعرفوا الجبن ولا الخوف، كانوا يتزاحمون على قتاله وهم يغنون “كيف دايان وجيشه ينزلوا وطنا، بالمدافع نشيله ونجلي الضيم عنا “، فاستشهد زملائه وبقي ملازماً لهم لم يغادر ارض المعركة رغم اصابته وهو يتنقل ‪من دبابة الى اخرى طالباً النصر او الشهادة ‬، وتمكن مع فصيله تدمير عدد كبير من آليات العدو وأوقف تقدم قواته حتى الساعة الرابعة والنصف عصرا، عندما اوشكت ذخيرته على النفاذ فطلب تزويده بها على الجهاز، رصد قائد فئة الدبابات الإسرائيلية الاتصال فتقدم نحوه ومن خلال اللاسلكي عرض عليه الاستسلام فأجابه خسى شاربك ان نستسلم وعاجله بقذيفة فجرت دبابته وقتلت جميع من فيها، كان الحوار الذي دار بينه وبين نظيره الاسرائيلي مسموع على موجة العمليات الموحدة وسمعه الملك الحسين وقائد اللواء الامير زيد بن شاكر، بعد المعركة تم استدعائه الى القيادة العامة ورحب به جلالة الملك قائلا له “اهلاً بالشهيد الحي” وقلده وسام الاقدام العسكري، قدم بعدها إيجاز عن سير عمليات المعركة للصحفيين، خاطر ابو عبد القادر بنفسه وروحه طلباً للشهادة على ارض الكرامة الا ان الله لم يكتبها له، وها هو قد غادر هذه الدنيا بعد صراع طويل مع المرض للقاء رفاقه الشهداء وقد إحتسب ما قام به من بطولات خالصة لوجه الله ولوطنه ومليكه، ووري جثمانه الطاهر يوم امس الثرى في مسقط رأسه في بلدة أدر بمحافظة الكرك، ستبقى ذكرى الكرامة خالدة كما هي ذكراك يا ابا عبد القادر في ذاكرة الشرفاء من ابناء الاردن، حمى الله الوطن وقائد الوطن وقواتنا المسلحة .

شاهد أيضاً

ارتفاع الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان

هرمنا الاخباري-ارتفع الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في بورصة عمان، بنسبة 0.77 بالمئة، لينهي …