أخبار عاجلة

بحلها أبو حسين … المحامي بشير حسن المومني

هرمنا – العلاقات ما بين الدول لا تقودها تغريدة بل تحكمها مصالح وسياسات استراتيجية بأبعاد التاريخ والجغرافيا والحدود والديمغرافيا والاقتصاد والصراعات الحالة او المحتملة وخارطة المخاطر وطبيعة التأثر والتأثير السلبي والايجابي وتخضع لمراجعات دورية لتقييم الموقف وتكييف رداء القرارات واتجاهاتها من خلال خزانات تفكير استراتيجي وتستخدم فيها وسائل تكتيكية دبلوماسية وسياسية وأمنية واقتصادية لتحقيق اهداف محددة سلفا ومن يعتقد أن العلاقة الأردنية الأماراتية يمكن أن تتأثر بتغريدة عابرة غير مقصود فيها أي إساءة فعليه بمراجعة عقله أما الزعيمان جلالة الملك وشقيقه سمو الشيخ محمد بن زايد فقادران على تفكيك أعقد المشاهد أما على هامش التغريدة نفسها فنقول وبالأردني ( بحلها سيدنا ابو حسين ) ..

لم أكن ارغب نهائيا بالتعليق على ( مذكرة التفاهم ) الامريكية الاماراتية الاسرائيلية والتي جرى تضخيمها من قبل منظومة الدعاية العالمية لتحقيق مكاسب سياسية لا لشيء سوى لأن ضميرنا السياسي في الأردن منسجم مع نفسه ولا يمكن أن يكون مبنيا على حالة فصام مع الواقع ولسنا كغيرنا من رعاة بروباغندا الجماهير ممن يهدد ويتوعد باجراءات سياسية ودبلوماسية والتصريحات الجوفاء في حين أنه أكبر شريك اقتصادي لاسرائيل في المنطقة ومن اوائل الدول التي اعترفت بالكيان الغاصب وكان يبيع النفط للمحتل عبر منظومة داعش التي سيطرت لفترة على حقول الموصل واعتقد انه من السابق لأوانه الحكم على ( مذكرة التفاهم ) اعلاه وتأثيراتها فلا شيء حتى الآن على الأرض قد تغير ولا تزال المعارضة الاسرائيلية تدعو لاسقاط نتنياهو ولا يزال الشعب الفلسطيني بالضفة يمسك زمام المبادرة بانتفاضة قادرة على تغيير كل المعادلات الدولية ولا زال الأردن على موقفه ولا تزال السعودية متمسكة بالمبادرة العربية للسلام ولا تزال مصر أم الدنيا وسوريا جريحة ..

المعادلات الاقليمية الضخمة لا يمكن ان تحكمها او تغير فيها او تقوضها او تبنيها ( مذكرة تفاهم ) فما بالكم ب ( تغريدة ) ولمن لا يعلم تاريخ وعمق العلاقات الاردنية الاماراتية نذكر بأن الشيخ زايد كان متواجدا مع الملك حسين رحمهما الله تعالى في غرفة العمليات في حرب عام 1967 لكن على المستوى الداخلي والشأن الأردني ومع التأكيد على الحقوق الدستورية لسمو الأمير ومنها الحق في التعبير باعتباره مواطنا أردنيا اولا واخيرا فلابد من فتح الباب على مصراعيه لمراجعة شاملة وعميقة لقانون الاسرة المالكة لعام 1937 واجراء ما يلزم من تعديلات لمواكبة العصر والتطورات الدستورية والتشريعية واجراء المواءمات اللازمة وتطويره ومنها ضبط حالة التعبير عن الرأي لاعضاء الاسرة الملكية الكرام باعتبارنا دولة قانون يسود حكمه على الجميع بلا استثناء فكثير من التغريدات والتصريحات لبعض الامراء الكرام جرى تحريفها او العبث فيها او استعمالها واستثمارها بشكل سلبي لا لشيء سوى عدم ادراك البعض بعدم وجود أي صفة رسمية دستوريا لاعضاء الاسرة الملكية من غير رأس الدولة وولي العهد وجرى الخلط ما بين عضوية الاسرة او التكليف الملكي لاحدهم بالموقف الرسمي للمملكة لأن البعض غير قادر حتى الآن على الخروج من النمطية الذهنية لتفكير شيخ القبيلة والتعاطي مع الاردن كدولة دستور ومؤسسات ..

شاهد أيضاً

القرعان يكتب : أمام اصحاب الولاية العامة … لمصلحة من السكوت عليهم

كتب ماجد القرعان هرمنا الاخباري-حالة مستغربة وعجيبة في الوسط الإعلامي هي بمثابة لغز لا بل …