أخبار عاجلة

د. بسام روبين يكتب… حراك انتخابي مبكر لا يبعث على التفاؤل !!!

هرمنا – ان الاصلاح الحقيقي الشامل لا يكون الا بوجود مجلس نواب منتخب انتخاباً حراً معبراً عن روح الشعب ونبضه ،وقد دأبنا عند كل إنتخابات نيابية للتفائل بمستقبل مشرق ،وحلمنا أيضا بأننا سنخرج من تلك الزجاجة المثقلة بالنفايات السياسية والاجتماعية ،ولكننا كنا نخفق وننحدر نحو القاع ،لغياب الشفافية في العملية الانتخابية.
وها نحن نقف أمام إستحقاق قد يحمل لنا أملا بمستقبل واعد ،اذا أحسنّا التعامل والاختيار ،أو ستحل بنا مزيداً من الويلات اذا بقينا وقوداً للفاسدين ،وقد راقبنا الحراك الإنتخابي المبكر في بعض المحافظات ،ولاحظنا وجود ممارسات رديئة للبعض لا تبعث حتى بقليل من التفاؤل ،فلم يعد الفساد مقتصراً على شراء اصوات الناخبين فحسب ،وإنما امتد ذلك لنرى بعض المرشحين يعرضون أنفسهم للبيع على قوائم تتحرك لحين لحظة تسجيلها ،وبذلك ظهر على الساحة حراكاً انتخابياً ضعيفاً موازياً للحراك الإنتخابي القانوني ،وقد يعصف ذلك الضعف بجوهر الإنتخابات ،سيما وأن بعض الشخصيات الحزبية تشارك في ذلك الحراك ،بالرغم من الدعم الحكومي المقدم لهم ،وربما يشير هذا لوجود من يعيش حالة صعبة من الانكماش السياسي والأخلاقي والتي قد تهدم الوطن بدلاً من بنائه ،ففنجان من الحبر الأزرق قادر على تعكير صفو ستة أمتار من المياه العذبة.
وهذه الفئة الشريرة من المخالفين للقانون ،يسعون لتشويه النزاهة والشفافية اثناء فترة الحمل ،مما قد ينجب اطفالاً معاقين ،وهذا يحتم على الحكومة الاهتمام بما يجري ،والتصدي لجميع اشكال المخالفات والمعيقات لضمان صفاء الاجواء الانتخابية من أية غازات سامة.
لذلك من واجبنا الاشارة لخطورة هذا السلوك الذي سيؤثر سلباً على سير العملية الإنتخابية ،خاصة وأن بعض الشخصيات المنخرطة بهذا الحراك المخالف تسعى لتفريغ الانتخابات من مضامين النزاهة والديمقراطية مع وجود عزوف عن المشاركة لدى البعض ،وتراجع واضح في شعبية بعض الاحزاب بسبب فشلها وعدم تفاعلها مع القضايا الوطنية ،ومع هموم المواطنين بشكل فاعل ،مما سيدفع بهذه الشعبية للبحث عن بدائل قد تجعلهم عرضة للإرتماء في أحضان تجار الاصوات والقوائم ،ممن يمارسون العاباً بهلوانية تنظر للمواطن على انه مجرد جسر مؤقت للعبور لقبة البرلمان ما ان تصل ،حتى تسارع بهدمه. ولهذا قد نجد انفسنا امام اربعة سنوات جديدة من الشد والقهر والظلم مع نواب نجحوا حين رجحنا الأشرار على الأخيار.
متمنياً من الجميع المشاركة الفاعلة بهذا الاستحقاق ،وأن يدركوا حجم الخطر الذي يحدق بنا من كل صوب ،ويضعوا ثقتهم في الشخصيات الوطنية الشريفة ،وأن لا يجربوا اي مجرب منح فرصة فاستثمرها لتحسين أوضاعه ،وفضل تقديم ناخبيه وشعبه قرباناً لقرارات حكومية خاطئة ،فنحن بحاجة لاصلاح شامل حتى في اوضاعنا الاجتماعية ،ووقفة جادة للتقييم والمراجعه باتجاه التجديد وصولاً لوطن عزيز ومستقر.

العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …