أخبار عاجلة

في الذكرى 72 على وفاة محمد على جناح مؤسس دولة باكستان … الدكتور زيد احمد المحيسن

هرمنا – «العظماء لا ينال منهم الموت ، انه يخفي اجسادهم الفانية اما هم فباقون ابدا مثلا حيا يهتدي به الناس جيلا بعد جيل و التاريخ ما هو الا صورة مثالية لهؤلاء الرجال العظماء و الخالدين في صفحات التاريخ الانساني المجيد.انهم يمثلون تقدم البشرية و اندفاعها الى الامام نحو الرقي و الكمال و تحقيق الاهداف الجسام». لقد غيب الردى عظامهم و اجسادهم لكنهم ما زالوا عظماء على سطح الارض يتناقل الناس سيرتهم العطرة و نضالهم الطويل من اجل الحرية و الاستقلال و الحياة الفضلى لبني البشر و في تاريخ باكستان رجال كثر يجب الا ننساهم لانهم جزء هام من تاريخنا الاسلامي المعاصر .هؤلاء الرجال كافحوا و جاهدوا في سبيل الامة الاسلامية و المثل العليا ، و محمد جناح – القائد الاعظم – (كما يطلق عليه اهل باكستان ) واحد من هؤلاء العظماء الذي عمل مخلصاً من اجل تحقيق حلم اقامة كيان سياسي و وطن للمسلمين في شبه القارة و كان له ذلك بعد سنوات من النضال المرير حيث تحول الحلم الى واقع ملموس و ظهرت باكستان الى حيز الوجود عام 1947 دولة اسلامية مستقلة ذات سيادة . ولد محمد علي جناح – مؤسس جمهورية باكستان الاسلامية – في 25 كانون الاول عام 1876 في مدينة كراتشي ، لعائلة غنية تعمل في التجارة .تلقى تعليمه في مدارس كراتشي و بومباي بعد ذلك التحق بكلية «لينكولين آن « في لندن لدراسة القانون . عمل محاميا و اشتهر في كراتشي و بومباي من خلال مهاراته في المرافعة امام القضاء و قدرته البلاغية و ذكائه الحاد و جرأته في قول الحق . بعد ذلك شارك في النضال السياسي من اجل اقامة كيان سياسي للمسلمين في شبه القارة ، و في رسالة ارسلها عام 1944 الى المهاتما غاندي يوضح له فيها رؤيته للقضية الباكستانية جاء فيها «نحن نصر و نتمسك بأن يكون المسلمون و الهندوس امتين كبيرتين و ذلك طبقاَ لأي تعريف او معيار للامة نحن امة المائة مليون مسلم و علاوة على هذا نحن امة ذات امور متميزة في الثقافة و الحضارة و اللغة و الادب و الفن و الهندسة المعمارية والاسماء و المصطلحات الخاصة و الشعور بالقيم و العدل و التاريخ و المكان و الطموح و بأختصار لنا وجهة نظرنا المتميزة عن الحياة وفقا لجميع مبادىء القانون الدولي نحن امة «. لقد ادرك جناح في وقت مبكر بأن الطريق المثلى لنيل الاستقلال هي بالقلم لا بالسيف لهذا فهو رجل سلام و يكره العنف كما كان يؤمن بالعمل الوحدوي الجمعي لهذا كان شعاره – وحدة ، ايمان، نظام – و ما زالت هذه الكلمات الثلاث خالدة في الوجدان الباكستاني حتى وقتنا الحالي .وفي 11 ايلول 1948 انتقل الى رحمة الله تعالى و فاضت روحه الى باريها بسلام مودعا الارض و الانسان الذي عمل من اجلهما لتعانق روح الفاتح العربي المسلم محمد بن القاسم الذي نشر الاسلام في ربوع القارة، و عزز الاسلام عناصر التاريخ لهذه الامة من دين و لغة و قيم و تقاليد و ثقافة و اداب و فنون و طريقة حياة و منظومة الاخلاق و التاريخ و المصير المشترك و هي العناصر المحددة لاي امة فكان ميلاد باكستان تعبيرا صادقا عن الاصالة التاريخية وتأكيدا للتراث الحضاري الذي حملته الامة طوال قرون التاريخ الماضية – وها هي باكستان الدولة و الامة الجديدة التي تنعم بالأمن و الاستقرار و تسهم في تعزيز الحضارة الانسانية ثقافتا و تقدما و عمرانا .

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …