أخبار عاجلة

لا خيار لامة الضاد ألا بالوحدة والعمل الجمعي المنظم

هرمنا د. زيد احمد المحيسن

تحت غطاء ديني عقدي واجندات توسعية عدوانية، بدأت تتشكل ثلاثة مشاريع استعمارية احتلالية جديدة للوطن العربي : المشروع الاول هو المشروع الصهيوني الذي احتل فلسطين والذي يدعو الى العودة الى ارض الميعاد.. والمشروع الثاني هو الفارسي الايراني الشيعي والذي بدأ يوسع نفوذه في المنطقة العربية ، العراق لبنان اليمن والبحرين وغزة وضم ثلاثة جزر عربية هي طنب الصغرى وطنب الكبرى و ابو موسى.. والمشروع الثالث  هو المشروع التركي العثماني والذي يحتل الشمال السوري اضافة الى لواء الاسكندرون السوري المحتل ويفرض نفوذه في ليبيا وتونس.

هذه المشاريع ظاهرة للعيان بشكل واضح وذلك في غياب وجود مشروع عربي موحد يلجم هذه المشاريع الاحتلالية للجسم العربي، لهذا ففي ظل غياب المشروع العربي يصبح هناك فراغ من حق الاخرين املاء هذا الفراغ لتحقيق مصالحهم الاحتلالية والتوسعية تحت ذرائع دينية – فالدين افضل وسيلة لتجيش العواطف و لتحقيق اهداف ماوراء الاكمة، والغريب في الامر ان المشروعين الايراني والتركي يوظفان الدين والقضية الفلسطينية توظيفا عاطفيا لتحقيق مكاسب واوارق ضغط وتفاوض دولية لتمرير مصالحهم القومية وتحقيق امنهم الوطني على حساب الامن القومي العربي,

سوف تستمر هذه المشاريع في التمدد في الجسم العربي الى ان يفيق العرب من سباتهم الشتوي الطويل ويؤمنوا بان لا خلاص لهم الا بوحدة الصف العربي والعمل معا، فالقطرية والعمل الفردي لن يستطيعا توقيف هذا التوغل الاحتلالي الجديد للعالم العربي ونهب ثرواته، وامام هذا الواقع الاليم لم تعد الامة العربية امام ترف الاختيار بين ممكنات عديدة.. انها امام احد خيارين لا ثالث لهما ، اما ان تنهض وتتقدم وتنفض عنها حالة التاخر والتقهقر، واما ستزيد عروتها تفككا ونسيجها تمزقا وفكرتها العربية الجامعة اندثارا.

ان الاستيفاق من سباتها الشتوي الذي استحال عجزا وخمولا، والنهضة الفورية اليوم اكثر من خيار، بل هي فريضة ملزمة على المثقفين والكتاب والمفكرين ان يشمروا عن سواعدهم وخلق حالة وعي وتحريض للجماهير ولنبض الامة العربية على الحركة واعادة نبضه الطبيعي وبوصلته نحو قضايا الامة، وفي مقدمتها قضية فلسطين التي ستعمل على استيلاد وعي الامة من جديد لما يحدق بها من مشاريع استعمارية جديدة اصبحت ظاهرة للعيان ودون اية مواربة تعمل على العبث بمصير الامن وتعيق مستقبل نهضتها وتقدمها.

انحن نقف اليوم امام مرحلة مفصلية تستدعي حشد الطاقات من اجل تجذير مفهوم الوحدة امام مشاريع التجزئة، وتعزيز النهج الديمقراطي في مواجهة الاستبداد بكل صوره القطري والطائفي، وبناء برامج التنمية المستقلة في مواجهة التخلف والنمو المشوه والتبعي، ومواكبة التقدم والتجديد الحضاري في مواجهة الهيمنة الاجنبية والاقليمية وفي مواجهة التجمد الفكري التراثي والمسخ الثقافي من الخارج.

ان المشروع النهضوي الذي حملته الناصرية في يوم من الايام، والذي حمل في نطاقه البعدين الوطني والقومي وقطع اشواطا تاثيرية على الصعيد الشعبي والرسمي، هو الحل الامثل الذي نريده في هذا الوقت.. فهو الذي وازن وزاوج بين الاصالة والحداثة، وبين الاستهلاك والانتاج والتوزيع العادل للدخل والثروة والذي يشكل قوة للامة في مواجهة المحن والازمات، وهو مشروع مقاوم بالدرجة الاولى لقوى الاستعمار والاستبداد والاحتلال، فمشاريع النهضة التي لاتكون المقاومة مضمونا لها هي مشاريع هشة وقابلة للانكسار.. وصدق معن بن زائدة حين قال حكمة الشهيرة وعبر عنها بهذه الابيات :-

كونوا جميعا يابني اذا اعترى   خطب ولا تتفرقوا افرادا
تأبى العصي اذا اجتمعن تكسراً   واذا افترقن تكسرت احادا

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …