أخبار عاجلة

الغولة وكورونا … والف ليلة وليلة- سليمان بن غيث

هرمنا سليمان بن غيثالغولة وكورونا … والف ليلة وليلة

يزخر الموروث الشعبي الاردني بقصص كثيرة عن “الغولة” ، ذلك المخلوق الخارق الذي يظهر فجأة ويتشكل بهيئة بشرية او حيوانية ، وتدور حوله الكثير من الاقاويل هل هو من الجن أم غير ذلك؟ بينما لا يصدق البعض بوجوده أصلا، ويعتبر كل ما يدور حوله محض تخيلات لا أساس لها من الصحة. للأسف اصبحت قصة فيروس كورونا شبيهة بقصة هذه الغولة، فهناك من ينكر وجود الفيروس وهناك من يقلل من خطورته، وهناك من يفترض بأنها مؤامرة عالمية تشترك فيها حكومات ومنظمات دولية ذات أهداف خفية، وللأمانة فإن هذه القصص حول كورونا هي قصص عالمية وليست تخص الاردن وحده، وحتى في الدول المتقدمة هناك الكثير من المشككين.إذن، نحن أمام واقع خطير ، فإن لم نصدق بوجود الفيروس او نقلل من خطورته فلن نتخذ ما يكفي من احتياطات وقائية، وبالتالي سنكون عوامل مساعده لانتشاره بيننا ، واذا تحول الفيروس لوباء مجتمعي سريع الانتشار يكون الاوان قد فات لتدارك ما يمكن تداركه ،اما إذا صدقنا بوجود الفيروس واتخذنا اجراءات صارمة من الحظر والاغلاقات فنكون كذلك قد دمرنا الاقتصاد وقضينا على آلاف الاسر التي تعتاش يوما بيوم .في هكذا حال، فإن الحل الاسلم هو أن يتحول الموضوع الى مسألة شخصية بحتة، فكل مواطن يصبح مسؤولا عن نفسه ، حتى وان استهتر الاخرون فعلى المرء ان يحمي نفسه وأفراد أسرته ، لان ” الغولة” لن يصدق بها الا من رآها رأي العين ، فنخشى ان نكذب بوجود الفيروس حتى تصلنا العدوى جميعا ونفقد أحد المقربين منا فنندم حين لات مندم.هذا النموذج اخذت به دول عدة حول العالم، ونجحت في تجنب الاغلاق الاقتصادي والتفشي الوبائي بنفس الوقت ، فما انهار اقتصادها ولا انهارت انظمتها الصحية. وعلى الحكومة ان تصارح المواطنين بكل شفافية بدل التخبط في القرارات الذي تحول لمجرد فقاعات اعلامية كلها تعتمد على تنبؤات مزاجية وشخصية غير مدروسة انتهت أخيرا بدخول ” الضبع” لقصص ” الف ليلة وليلة ” الكورونية.سليمان بن غيث

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …