أخبار عاجلة

د. بسام روبين يكتب… تذكرت القائد المرحوم أبو ماجد العيطان رحمه الله !!!

هرمنا في الليلة الظلماء يفتقد البدر ،فقد عاش في الزمن الأمني الجميل قائداً شجاعاً واجه التحديات بأمانته ونزاهته وإخلاصه وعدالته ،ولم يختبئ خلف الصلاحيات الواسعة ولم يكيل بعدة مكيالات كما بعض مسؤولي هذا الزمان ممن لا يليق بنا تسميتهم قادة أو وزراء او مدراء لأنهم لا يشبهون القائد المرحوم أبو ماجد العيطان ،فهم لا يواجهون التحديات بطريقته ولا يسعون لتطبيق العدالة ،بل يتبادلون المصالح ويستثمرون الوظائف ،لذلك هم فاشلون في أعمالهم ،وقد تذكرت بالأمس قائدنا الشجاع أبو ماجد رحمه الله الذي نشر المحطات والاكشاك الأمنية ،وأطلق مفهوم الأمن الالكتروني ومكاتب بلا أوراق لتعزيز مفاهيم الأمن الشامل.
وبينما كنت حديث العهد بجهاز الأمن العام بعد أن قدمت اليه من الجيش حيث وردتني برقية تأمرني مع عدد من المدراء بمرافقة المرحوم الباشا في زيارة ميدانية لشرطة الزرقاء وكان يديرها آنذاك الدكتور غازي الذنيبات ذلك القائد المتميز بجرأته والمتابع الممتاز لواجباته ،والذي نال مكانة مرموقة عند المرحوم بسبب إنجازاته ونشاطه ونزاهته وتفاعله مع الأوامر والتعليمات ،وقد بدأت الزيارة بإيجاز قدمه مدير الشرطة الى المرحوم ابو ماجد ،وأهم ما جاء فيه كان متعلقاً بالبلطجية والخاوات في محافظة الزرقاء ،حيث أكد الدكتور غازي الذنيبات للمرحوم بأنه إستطاع القضاء على جميع مظاهر الخاوات في الزرقاء ،والتي كانت قد وصلت الى مراحل متقدمة ولكن نشامى الأمن العام بإدارة الدكتور غازي تمكنوا من القضاء على هذه الظاهرة الإجرامية وأقتلاعها من جذورها بدعم وإشراف مباشر من قبل أبو ماجد رحمه الله ،والذي كان يأمر بترحيل تلك الفئات الخارجة عن القانون الى سجن الجفر ،وبعد انتقالنا لإدارة الفرسان والتي كان يديرها أحد القاده الأبطال الذي اوجعنا فراقه رحمه الله العميد سعد العواملة ،وأثناء الزيارة تم ابلاغ الباشا رحمه الله باتصال من قبل مدير شرطة الرمثا أبلغه فيه بأن أحد الموقوفين الخطيرين تم تكفيله ،وهنا غضب المرحوم ابو ماجد وأصدر أوامره بعدم إخلائه ،واتصل برئيس المجلس القضائي فوراً ،وأخبره عن خطورة هذا المجرم وبأن الأمن العام بذل جهداً كبيراً لإلقاء القبض عليه ،ولا يجوز تركه بهذه الطريقة المزعزعة للأمن وكان له ذلك ،فهو يتابع كل صغيرة وكبيرة وفقاً لاستراتيجيات القيادة الناجحة ،ويتواجد في الميدان باستمرار ،ولا تستعصي مقابلته على أحد ،وقد تذكرته كقائد مثالي متفاني في خدمة وطنه وشعبه وقيادته ،حيث كنت أحد المقربين منه ليس بالواسطة ولا بالمحسوبية ولا بالجغرافيا ،كما يحدث الان في بعض الدوائر ،فأبو ماجد مختلف عن بعضهم ،فقد كان ميدانياُ مكتبه مفتوحاً لاحقاق الحق وادارة الازمات ومتابعة من دونه ،يقابل ويعالج الاخطاء والمشاكل بحكمه ،وبقرارات وطنية لا تعرف الخوف ،ولا يهزها فاسد كما يهتز بها بعضهم الان ،وكان منصفاُ للمظلومين من مختلف الشرائح ويلبي طلباتهم بعدالة ،وهنالك مئات القصص الانسانية المشرفة لهذا القائد الذي جعل من العاملين بإمرته قاده يشبهونه في العطاء والإنجاز ،وسرعة إتخاذ القرارات الصائبة ،ففتحوا مكاتبهم أسوة بقائدهم القدوة بعدما نجح في تنظيف الأردن من الخاوات والزج بهم في سجن الجفر الى أن جرى إغلاقه لاحقاً.
لهذا نحن بحاجة ملحة لإعادة النظر في طرق اختيار المسؤولين ومراقبتهم ومحاسبتهم ،وتقييم جميع الممارسات لمن يغلقون مكاتبهم ،ولا يعرفون الا القليل عن معاناة الشعب الاردني وهمومه ،ويتوارون خلف الابواب ،ويدفعون بالسكرتاريا لادارة المشهد ،ولا يمكن لدولة تقودها المكاتب المغلقة ان تنهض وتتطور لثقة هذه الفئة بأنها محصنة ،ولا يمكن الاقتراب منها ،وأنا شخصياً أعرف بعض مسؤولين لا يعرفون بما يجري خارج غرفهم ،وما يهمهم فقط هو الظهور المبرمج بين حين وآخر أمام الكاميرات فقط ،لكي يراهم جلالة الملك بتلك الصورة المبرمجة بينما هم في واقع الحال كمن يتظاهر بالصلاة ،وهو لا يعرف الوضوء !.
ولكن سياسة التضليل الإعلامي الشائعة واستراتيجيات شراء ذمم بعض الإعلاميين عززت من خداع الرأي العام وتلميع صور الفاشلين إرتكازاً على الكذب والخداع ،الذي نجح في اجلاس من لا يستحقون في هرم بعض المواقع الحساسة ،واستثناء القادرون على النهوض بالاردن واستقراره ،وهذ يستوجب إعادة النظر في بروتوكولات وقواعد التوقيف والتكفيل والحجز المتبعة ،واخضاعها للقانون فقط ،ومنع اي موظف مفوض من تعطيل القوانين بحسب الاهواء والمصالح أو استخدامها بشكل خاطيء ،خدمة للفاسدين ومراكز القوى التي تسببت في افقارنا وظلمنا وانتهاك حقوقنا.
متمنيا أن نرى تغييرات جوهرية سريعة تستثمر بالقاده أمثال أبو ماجد العيطان رحمه الله ،وتخلع من أوصلونا الى هذا الحال الرديء ،داعيا العلي القدير أن يرحم هذا القائد الكبير الذي سنتذكره في كل الليالي الظلماء ،لأنه كان شريفاً وأميناً ونزيهاً ومطوراً وأجلس الناس مجالسهم بعدالة ،فتكالبت عليه قوى الشر من بعض مراكز القوى المتضرره من الاصلاح ،ونجحوا في إبعاده عن المشهد مبكراً ،وهذا هو حال الشرفاء حيث يجري استبعادهم ،والابقاء على شراشيب الخرج ،ممن دمروا أوطانهم.
حمى الله أجهزتنا الأمنية وشعبنا العظيم من شر حاسد اذا حسد ،ومن شر مسؤول اذا فسد ،ومسجلاً اعتزازي بمدير الامن العام الحالي وبمساعديه وبجميع شرفاء جهاز الامن العام ،ولكن يد واحدة لا تصفق متمنيا عودة الزمن الامني الجميل..

العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …