أخبار عاجلة

في النعش اليوم.. نائب يتخبط وحزبي مذعور وصحافي تحول الى ساعي بريد

هرمنا ..إبراهيم قبيلات.

في النعش اليوم، نائب يتخبط، وحزبي مذعور، وصحافي يتحول الى ساعي بريد، ونقابي تائه. المشهد كالتالي: الدولة العميقة حفرت قبرا، ودفنت فيه الأربعة بهدوء.كيف حدث ذلك؟ حدث خلال عقود، وبطول نفس. كلما غضب النائب لدينا صفع الحكومة سؤالا، ثم هددها، “سأحوله إلى استجواب”. بهذا نجحت الحكومات المتعاقبة في تحويل النائب من مشرع ومراقب، إلى “مهدد” يرتقي في أحسن حالاته إلى صحافي مجتهد، فيما راحت الحكومات تطارد الصحافيين وتعتقلهم وتعاقبهم سجنا؛ فانزوى الصحافيون جراء الضغط عليهم، وتراجعت حرية الكلمة. لقد نجحت الحكومات في تأطير الصحافيين بالخوف، ونجحت الدولة العميقة في تأطير النواب عبر اختيارهم، ومطاردة المرشحين المعارضين.ثلاث جهات في المجتمع أقفلت الدولة عليهم الباب، بعد أن وضعتهم في مربع ثم منعتهم من المرور عنه: النواب، ومؤسسات المجتمع المدني والصحافة. ففرغت الساحة للرسمي يعيث بالمجتمع بما يشاء.أما عن مؤسسات المجتمع المدني فرأسها النقابات والأحزاب، وبينما أخصت الدولة العميقة النقابات، بأجنحتها جميعها، اعتمدت سياسة المطاردة للأحزاب، عبر أدوات عدة حتى تحولت احزابنا الى هياكل عظمية، ترى فيها كل ما ترى من البشر، سوى انها بلا لحم يستر عظمها، ولا دماء تسري في شرايينها.هنا نجحت الدولة العميقة في الأردن من تحويل الأحزاب الإسلامية واليسارية والقومية إلى مركز دراسات محدود الصلاحيات؟. ببساطة ما جرى أن أحزابنا كما كثير من مؤسسات الدولة دخلت الإنعاش، وفي ساعة من ساعات الليلة جاءت الدولة وفصلت عنها الأجهزة؛ ماتت الأحزاب.فماذا عن النواب؟ دعونا نتحدث عن المجتهدين منهم، فالباقون انتم أعلم بحالهم. إن الدولة العميقة حوّلت أقوى النواب وأشدهم صلابة الى مهمة صحافيين. أعني ان السقف الرسمي المتاح للنائب بات سقف الصحافة “نصف حرة”.صار لا بدائل للنائب المجتهد – وسط كل هذه العتمة – إلا المتاح. والمتاح هنا ان يقصف الجهات المسؤولة بالأسئلة. وبحكم القانون، الذي وضعته الدولة العميقة نفسها، فإن على المسؤول أن يجيب، تحت طائل أن يتحول السؤال لاستجواب.ورغم أن هذا لا يخيف كثيرا إلا أن المسؤول لا يريد “شوشرة” فيجيب السائل، وهنا “نائب” عما يريد الاستفسار عنه.في الحقيفة، هذه ليست مهمة النائب أو هذه ليست المهمة الوحيدة للنائب. أما اليوم، فإن اقصى ما يملكه النائب الحي هو ان يتحول الى صحافي مجتهد، يحمل حزمة من الاسئلة، ويقدم ما يمكن ان يقدمه من معلومات الى الرأي العام. أما التغيير فهذا فوق طاولة أخرى وبعيدة يجلس عليها مجلس أعضاؤه من الدولة العميقة، ولا نعرف نرجيلتهم ولا حتى شرابهم. صحيفة نيسان

شاهد أيضاً

القوات المسلحة تنفذ 7 إنزالات جوية بمشاركة دولية على شمال قطاع غزة

هرمنا الاخباري-نفذت القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي، اليوم الخميس، 7 إنزالات جوية لمساعدات إنسانية وغذائية …