أخبار عاجلة

الظلم … سبب الثورات …الدكتور زيد احمد المحيسن

هرمنا – يقول عبد الرحمن الكواكبي (الحكم القائم على الظلم لايدوم) يحدثنا التاريخ القديم والحديث بان من اسباب سقوط الدول والامبراطوريات والممالك هو الظلم والاستبداد وغياب منظومة العدل – فالظلم والاستبداد يولد الحقد وعدم الرضى والتمرد والتعصب والعنف المجتمعي وتربية قلوب قاسية لاتعرف الرحمة – خلافا للعدل الذي يحقق الرضا والولاء والمساواة بين الناس والانتاجية والتقدم والرخاء الحضاري والانتماء الوطني لهذا فان ارساء دعائم الدولة المدنية الديمقراطية وتعزيز اليات العدل فيها هو اساس الحكم الرشيد لهذا فان علينا افرادا ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني الدعوة الى ارساء سفينة العدل في اعمالنا وسلوكنا وتصرفاتنا وتصويب مكامن الظلم في المجتمع بالحوار والكلمة الطيبة وبفرض القانون اذا لزم الامر فلا يكفي في مجتمعاتنا ان نحب العدل ونتغنا به بل الاوجب هو تصويب الظلم وتصحيح الخظأ – فأن اصعب وامر واقسى شعور في الدنيا هو شعور المظلوم المقهور العاجز من نيل حقه ولا احد ينصفه لان نوازع الشر الخبيثة في النفس البشرية قد تحالفت ضده وتكالبت علية فسلبته حقه وقتلت طموحه وجعلت حياته كالسم المر يتجرعه وحدة صباح مساء دون بصيص امل او رجاء بالعدل ويروي لنا التاريخ قصة المأمون بن هارون الرشيد واستاذه حين قام بضربه بدون ذنب او سبب فسأله المأمون : لِمَ ضربتني؟قال المعلّم: اسكت ..وكلّما سأله المأمون .قال له المعلم : اسكت ..وبعد عشرين سنة، عندما تولّى المأمون منصب الخلافة، أوّل شيء قام به هو أن استدعى معلّمه..فقال له: لِمَ ضربتني عندما كنتُ صبيّا؟فابتسم المعلّم و قال: أَلَمْ تَنْسَ؟فقال المأمون: و الله لم أنْس َفقال له المعلّم: حتّى تعلم أنّ المظلوم لا ينسىلا تظلم أحد فالظلم نار لا تنطفئ في قلب المظلوم ولو مرت عليها السنونظلم العباد للعباد لا يبلى فالله يحدد موعد الرد والقضاء في الوقت والمكان المناسبين – ومن اقبح انواع الظلم والاستبداد في هذا العصر – عصر القله والذله والكحل الاسود – استبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل – فلا عجب ان ترا في هذا العصر – الجاهل مؤلفا والامي محررا والاعمى مصورا والقاضي محتالا والاجنبي مدللا والوطني مذلولا وان يفتك الاعمى بالبصير – فهذا عصر العجائب والغرائب – الحيوانات عندما تشعر بالظلم وعدم المساواة وانعدام العدل والانصاف تحتج وتثور –اما نحن ففي هذا العصر استمرأنا الذل والهزيمة والجبن بل اصبح من خنوعنا- بان – رضي القتيل ولم يرضى القاتل – علينا جميعا ان نرفع شعارا – لا للظلم لا للاستبداد نعم للعدل والانصاف – فالعدل اساس قوتنا وعزتنا ومصدر استقرار مجتمعاتنا واوطاننا – وصدق المولى في علاه حين يقول (ياعبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)

شاهد أيضاً

القرعان يكتب : أمام اصحاب الولاية العامة … لمصلحة من السكوت عليهم

كتب ماجد القرعان هرمنا الاخباري-حالة مستغربة وعجيبة في الوسط الإعلامي هي بمثابة لغز لا بل …