أخبار عاجلة

الكذابون أنواع … ابراهيم عبدالمجيد القيسي

هرمنا – كان يسرد مغامراته الوهمية للمستمعين، ولا يتورع إن هم صدّقوا حديثه أم كذّبوه، فهو يتحدث استعراضا وتسرية عن المستمعين، قال قصصا عن مغامراته مع الضباع شخصيا، وأحاديث عن (هوشات)، ساق فيها عربانا كأنهم أسرى حرب أو قطيع أغنام، ذلك لأنهم (ما بعرفوا حالهم مع مين وقعوا)، وقال عن الحروب بعض القصص، وحتى عن مرافقته للملوك، ومن بين ما تحدث به عمي عن ذلك الراوي العجيب، الذي لا يكترث برأي (السامعين) ومدى تصديقهم لما يقول:

مضى يومان، وأنا أسير ليلا نهارا، باحثا عن (غريمي)، ونفد الكاز من (القداحة)، ولم أجد طريقة لإشعال سيجارة الهيشي، وبعد ساعات، لاحظت اقتراب طائرة من موقعي، فاستللت مسدسي بسرعة، وأطلقت طلقة باتجاه (برميل وقود ) الطائرة، فسال البنزين منها، وفتحت انبوبة فتيل القداحة، فتلقفت نقاط من البنزين الساقط من السماء كالمطر، وقبل أن تبتعد الطائرة، تناولت قرشا معدنيا من جيبي، و(فنّيته) عاليا، وأتبعته طلقة أخرى من المسدس، فسددت (خزق) تنك البنزين بالقرش، وما نزل ولا نقطة منها، وتابعت الطائرة طريقها، وأشعلت سيجارة الهيشي..

هذا شخص يكذب (سامحه الله)، لتسلية الناس، وهم يعلمون تمام العلم بأنه يكذب في السرد ويتمتع بقريحة لا تتوخى دقّة ولا حصافة أو رصانة.

بينما وصلني فيديو (أمريكي) قبل أكثر من عامين، ظهر فيه (رامسفيلد)، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، يسير برفقة زوجته ويهمّ بالدخول إلى عمارة (عاليه)، فإذا بسيدة تعترض طريقه، وتصفه بمجرم الحرب، الذي قتل اطفال وأبناء العراق، بناء على الكذب، وتقول له ( شيم اوف يو) يا مجرم، يجب ان تتم محاكمتكم على كل جرائمكم في العراق، وكان المجرم في البداية يضحك ثم (برد حيله)، ووجم تماما.

..إذا كذب عن كذب يختلفان.

 ربما تكون كذبة غير مهمة، لو قارناها بدراسات مدفوعة الأجر تؤكد بأن لا نفط في الأردن، أو أن مخزون الماء تحت ارضنا لن ينضب حتى بعد مليون عام.

ما أبشع الكذب وأهله، إنه يقودنا الى كل الجرائم بحق الناس.

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …