هرمنا – منذ أن رحلت أمي والدار مظلمة ، لم تكسر بها مصابيح بل كسرت بها قلوب كثيرة ، و لم يعد الأمر يهمني كثيراً يا أمي ، اتصال صديقٍ قديم رسالة ممن أحبُّ , قبلةٌ على جبيني قبل النوم ، النظر إلى المرآة قبل الخروج من المنزل ، أغنية لها تأثير خاص على مسمعي لم يعد يهمني .
لقد كبرتُ يا أمي
أين أنت يا أمي أشتاق لك حد الوجع وأكثر ، لم أعد أخاف من الوحوش التي قد تتسلل من أسفل سريري لتسحب قدميّ .
صرتُ أنام دون أن أتخيّل حواراً مع ذلك الذي يعيش معي في مخيلتي وأيضاً لم أعد كالسابق أقدرُ على السهر طويلاً .
لقد كبرت يا أمي .
مررتُ بالعديد من التجارب لوحدي .. ارتكبتُ الكثير من الأخطاء وندمتُ عليها ولكنني تعلّمتُ منها دروساً مهم
وأعدكُ أني لن أكرّرها مجدداً ، اعذري طفولتي وعُمْرِي فالطريق أمامي شرسة وطويلة .
لقد كبرت يا أمي .
يا رب ﻻ تكسرني أكثر ما عاد في قلبي جزء قابل للكسر .. أصبح قطعآ صغيرة ، أصغر من أن تصيبني رصاصة جديدة من رصاصات القدر .
الناشطة الاجتماعية الكاتبة فاطمة أبو دلو