أخبار عاجلة

تطبيع واحتجاجات واشياء اخرى .. المحامي بشير حسن المومني

هرمنا – قبل ايام عقد مؤتمر في احدى العواصم الاوروبية لما يسمى ( مجموعة اصدقاء اسرائيل ) وقد حضرها مجموعة من الاكاديميين والامنيين الاسرائيليين رفيعي المستوى بالاضافة للاصدقاء الاوروبيين ناقشوا فيه تطورات المشهد الاقليمي وقراءة المنطقة بمفهوم الفرصة وقد ابدى التيار اليميني في المؤتمر تحفظاته على مستويات الانفتاح الجديدة تجاه الاردن وطرح البعض مدى موثوقية النظام الاردني ومصداقية طروحاته تجاه السلام ودللوا على طروحاتهم من خلال ما وصفوه بالمواقف الراديكالية للملك الاردني التي قوضت المشروع الامريكي للسلام ( صفقة القرن ) وما اسموه بالتدخل السافر للملك عبدالله الثاني في الانتخابات الاسرائيلية ودعمه المعارضة الاسرائيلية لحكومة نتنياهو واستقباله لهم في عمان وترتيب الاوراق لاسقاط ( بيبي ) ..

انتهى الطرح اليميني بالمؤتمر الى سؤال مهم كان مثار نقاش مطول مفاده ( هل من مصلحتنا تطبيع العلاقات مع الاردن وهل يجوز رهن قطاع الطاقة الشمسية الاسرائيلي والعلاقات البينية مع دول الخليج بيد الاردن وهل ثمة من تحولات سياسية اردنية قد تفضي الى حكومات معادية لمعاهدة وادي عربة !!؟؟ ) وكانت الاجابات تأتي من الامنيين الاسرائيليين والاكاديميين اليساريين الذين طرحوا مشروع ( تبديد القلق ) باعتبار ان سياسات الملك الاردني كانت قائمة على ردود فعل لسياسات اسرائيلية وصفوها بالخاطئة والاستفزازية وان قدرة الملك الاردني على التأثير بالنخب السياسية الاسرائيلية على فرض ثبوته هو سبب موجب لتحسين العلاقات مع الاردن وان التجربة العربية في تسليم السلطة لتيارات مناهضة للوجود الاسرائيلي ادى الى نتائج ايجابية من حيث ان هذه القوى اليوم باتت تعترف باسرائيل وتتعامل معها بالصفة الحكومية كما حصل في مصر والمغرب ..

في الاثناء وفي منطقة الجامع الحسيني بقلب عمان تنطلق مسيرة احتجاجية لليساريين الذين امتنعوا عن اداء صلاة الجمعة وانتظروا خروج المصلين لتكثيف الاعداد ورفع شعارات ادانة التطبيع لكن الفارق بين الراديكالي الاسرائيلي والراديكالي الاردني ان الاخير يقوم دائما بنقل الصراع مع الخارج من اردني اسرائيلي الى صراع داخلي اردني اردني وهذا ما أدت اليه شعارات استحضار فتنة ايلول الاسود التي تجاوزها الاردنيون ووحدوا كلمتهم خلف قيادة قوية استطاعت حفظ الحقوق العربية والفلسطينية عندما تراجع الجميع وفي اللحظات التي كانت الشعارات تستحضر ثقافة ستينيات القرن الماضي وتخوين الحالة الوجودية للدولة الاردنية ( الوظيفية العازلة ) كان السفير الاسرائيلي الجديد في عمان يجتمع مع رجال اعمال اردنيين لبحث كيفية رفع ميزان التبادل التجاري .. على هامش لقاءات السفير لفت نظري جدا سؤاله لاحد الاشخاص الحاضرين من باب المداعبة ( كيف يصدق الاردنيون شخص مثل ايدي كوهين .. نحن نعتبره اخرق ! ) ..

اشياء اخرى كثيرة تستدعي التأمل ولا ادري كيف غاب عن المشهد الاعلامي الاردني والجماهيري حقيقة مهمة جدا تقف خلف اعلان النوايا برمته وغابت ايضا عن الراديكالية الاردنية والاسرائيلية .. فالاعلان لم يكن يوما متعلقا لا بالطاقة الشمسية الاردنية لاسرائيل ولا بالمياه الاسرائيلية للاردن بل بالمشروع الناشيء تبعا وتوحيدا مع ذلك كله وهو برمته وكلّيته مشروع اماراتي بحت لا بالاسرائيلي ولا بالاردني ويتعلق بتحلية المياه واستجرارها الى الصحراء للزراعة بعد قراءات عالمية عن مجاعة ستضرب العالم عاجلا ام آجلا حذر منها الملك قبل عدة اشهر وجميع الدول باتت تستعد لما هو قادم وكما تسرب من معلومات فثلثي الانتاج سيكون لصالح الامارات والثلث المتبقي لصالح الاردن .. واشياء اخرى نحتفظ بها ونمسك عن النشر ..

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …