أخبار عاجلة

رحم الله طفلة «المعكرونة» … د. حسين العموش

هرمنا – حادثة وفاة الطفلة في مستشفى حمزة بعد تناولها لمادة المعكرونة سريعة التحضير يجب ان لا تمر مرور الكرام ،رحم الله طفلتنا ،عزاؤنا لذويها ولكل الاردنيين.

حياة اطفالنا ليست في مهب الريح ،والمادة التي تناولتها الطفلة رحمها الله واشقاؤها واصيبوا بالتسمم يتناولها الكثير من الأطفال لسرعة تحضيرها .

هذه الحادثة تفتح الابواب للكثير من الاسئلة حول سلامة غذائنا،ودور الجهات الرقابية في الحفاظ عليه ،ومتابعة وفحص المستوردات الغذائية من مختلف الاصناف .

وحتى نكون منصفين ،فان الاغذية والفواكه وغيرها من المستوردات تخضع لرقابة صارمة ،وتمر بمراحل كثيرة من الفحوصات ضمن الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات الرقابية،وعلى رأسها مؤسسة الغذاء والدواء،فضلا عن الجهود الاخرى التي تقوم بها مؤسسة المواصفات والمقاييس وامانة عمان الكبرى،ووزارة الصناعة والتجارة.

غير ان وجود بعض الاغذية الفاسدة في الاسواق تحتاج الى رقابة صارمة ومحكمة ورادعة ايضا لكل تاجر او بائع تسول له نفسه ان يوزع او يعرض بضاعة تتعلق بالغذاء لتنتهي في بطوننا دون ان نعلم عن فسادها ومشكلاتها .

الخطير في حادثة وفاة طفلة مستشفى حمزة ان المادة التي تحدثت عنها المستشفى تباع على قارعة الطريق،وفي البقالات،ويتناولها الكثير الكثير من الاطفال،لسهولة تحضيرها من جهة ،ولاضافة منكهات محببة لدى الأطفال من جهة اخرى ، وهي مصنوعة من مادة المعكرونة سريعة التحضير.

قبل كتابة هذه السطور، ستتحرك كافة الجهات الرقابية، وسنستمع ونقرأ عشرات التصريحات التي تتحدث عن اجراءات اتخذت، واخرى ستتخذ من هذه الجهة او تلك، غير ان كل ذلك لا يفيد، بعد ان خسرنا ملاكا بعمر احدى عشرة سنة، ليس لها ذنب سوى انها جاعت وتناولت مادة غدائية تبين انها فاسدة، بشكل او بآخر .

دعونا نقارن بين وفاة الطفلة رحمها الله،وطفلة اخرى توفيت في بلد يحترم فيها المسؤول مسؤولياته،هل ستمر الحادثة دون ان يستقيل المسؤول ويعلن انه يتحمل مسؤولية اخلاقية ووظيفية لهذه الحادثة.

صحة المواطن ليست لعبة،والاجراءات المتخذة في الجانب الغذائي جيدة، لكنها تحتاج الى رقابة أكثر ، تحتاج الى اعين تفتح على اتساعها اربعا وعشرين ساعة، امام جشع وطمع نفر قليل من عديمي الضمير، الذين يتركون اطفالنا في مهب الريح، وهم يتناولون اطعمتهم بحب وشغف بطفولة بريئة ليس لها ذنب .

رحم الله ابنتنا وابنة الاردنيين،ذلك ان الطفولة لا تجزأ، تماما مثل البراءة والحب، ومثل الجشع وقلة الضمير على الجانب الاخر من المعادلة.

نعزي اهلها وذويها، ونتمنى لاشقائها الذين تشاركوا معها في تناول هذه المادة الشفاء العاجل بإذن الله.

شاهد أيضاً

تخفيض اشتراكات تأمين الشَّيخوخة والعجز والوفاة للعاملين في منشآت القطاع الخاص

هرمنا الاخباري – قرَّر مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها اليوم الأربعاء، برئاسة رئيس الوزراء …