أخبار عاجلة

قهوة ابو طالب … د. بشير الدعجه

قهوة ابو طالب… لصاحبها فارس ابو طالب… هي قهوة النخبة… تقع بجانب وزارة الصحة بطبربور.. انا من روادها… قهوة (صبّ – غلي) عالماشي… ارتدادها شبه يومي حيث اجتمع مع عدد من الاصدقاء…
انا اعشق القهوة (المُرَّة) العربية… ولا احتسي انواع القهوة الأخرى نهائياً الا مجبراً او خجلاً من كثرة إصرار المضيّف… فأنا لا استطعمها ولا اشعر باي لذة او شعور عند احتسائها…
وفي بيتي اشتري القهوة لزوجتي التي تعشقها جداً او للضيوف… فأولادي جميعاً لا يتناولوا القهوة نهائياً ويعشق الذكور الفهوة العربية… وخاصة رعد الثاني..
اجلس في قهوة ابو طالب … فيسارع إبراهيم ابو طالب بإحضار فنجان القهوة (صب) مع سبجارة من دخان محمد البحراوي(عامل القهوة) ويصر إبراهيم على السيجارة… علماً بأني لست مدخن ولم اشترِ بحياتي سيجارة… فأخضع لرغبة إبراهيم.. وأشعل السيجارة( وانفخها تنفيخ) خلال اقل من نصف دقيقة اكون انهيت عمر السيجارة… وأحيانا كثيرة ارجوه كثيراً بأن يعفيني من السيجارة… فيكون رده ( دخن لاحدى حوش… دنيا رايحة).. الا نه كثيرا يلتزم برغبتي…

لم أجلس بحياتي في قهوة( اراجيل ولعب شدَّة) الا بضع مرات لضرورة او عمل…فأنا لا اطيق اجواءها… واكون غير مرتاح نفسياً اثناء وجودي بداخلها… خاصة ضباب وغيوم ما تنفثه الاراجيل والسجائر ( وتعلق روائحها) في الملابس وتصبح رائحتك غير محببة… فأنا لم اتذوق الارجيلة في حياتي.. ولا اعرف لعب (الشدة) نهائياً… وانظر إلى المرأة المدخنة ( سيجارة او ارجيلة) على إنها رجل وتسقط انوثتها امامي… قد اكون مخطىء وقاسي بحكمي براي الكثير… لكن هذا ما أشعر به عند مشاهدة فتاة او امرأة مدخنة….
اعود إلى إبراهيم أبو طالب… يحضر فنجان القهوة مع كرسي وطربيزة واجلس امام القهوة العربية بالهواء الطلق وحركة المركبات… ويصر على سيجارة محمد البحراوي… فأرضخ لرغبته مجبراً واحتراماً له… فأحياناً ادخنها ( تنفيخ) بالكامل.. وأكثر المرات اتركها وشأنها وارميها… مستغلاً انشغاله بعيداً عني..
ابراهيم ابو طالب… سلطي.. نشمي… رجل… يحترم الناس جميعاً… محبوب…. لكن لا يحب أن تمس كرامته وتخدش… عندها يجن جنونه… ويتحول إلى وحش… خاصة انه يتعامل مع أنماط بشرية مختلفة… وهذا يحتاج إلى مهارة عالية في الاتصال والتواصل والحوار والحديث… لا اجامله… فهو يتمتع بإسلوب راقي في التعامل مع الناس… شخصية محبوبة للجميع… لديه القدرة على امتصاص الآخر واحتوائه… الا عندما تمس كرامته ( انسى) إبراهيم الودود اللطيف المتواضع… ترى امامك(وحش) وليس إنسان…
في قهوة ابو طالب تنساب افكاري… واكتب مقالاتي… ولا انكر انه في كثير من الأحيان يساعدني إبراهيم أبو طالب باختيار مقالي… واحياناً يطلب مني أن اكتب في موضوع معين الا انني أرفض مع تبرير ذلك له… الا انه (ياخذ) على خاطره ويلف راسه ويرفع ايده ويقول لي( خلص على كيفك.. انت صح) بنوع من اللامبالاة يخلطه الشعور باليأس…
احياناً يطلب مني إبراهيم بعض الطلبات الخاصك له او لاصدقائه… فألبي بعضها بعد دراستها دراسة مستفيضة معه لاقناعه بعدم جدوى بعضها… فيقتنع مني واحياناً ينسحب والشعور باليأس ظاهر على محياه… ولكن العلاقة بيننا لا تتأثر نهائياً…
إبراهيم يحب الفكاهة… وصاحب كلامات وجمل تضحكني كثيراً… يقلد أصوات وحركات بعض اصدقائه وزملائه فهو ماهز جداً بذلك… إبراهيم أبو طالب يخاف الله وملتزم بشعائر الله.. يصوم كثيراً الإثنين والخميس… يحب اطفاله جداً… ولكن يحب واادته كثيراً… وعند ذكر والده – رحمه الله – تفيض عيناه دمعاً…
إبراهيم أبو طالب علاقته مع اخوانه علاقة فوية… لم أشاهد او اسمع حتى الآن مثل علاقتهم الاخوية… الكلمة الأولى والأخيرة للأخ الاكبر فارس وتحترم ويحترم رأيه مهما كان… الاحترام والحياء اشاهده على وجه ابراهيم عند حضور الأخ الاكبر… حتى انه لا يجالسنا عند حصور اخيه الاكبر فارس.. احتراماً وهيبةً واجلالاً له…
قهوة ابو طالب… ذكريات جميلة… وحاضر ممتع مع الاصدقاء… بالرغم جلوسنا امام القهوة في الهواء الطلق وحركة المركبات الا ان الجلوس فيها لسويعات مع الاصدقاء افضل من اي مكان آخر قد يفوقها ديكوراً ونفاقاً وجلسات مريبة…وتجمعات مشبوهة… قهوة ابو طالب بالنسبة لي المكان المفضل والذي اقضي معظم وقت فراغي فيه… وانا اشعر براحة نفسية واستقرار ذهني… ومكان التخلص فيه من ضغوطات الحياة بمختلف انواعها..ووللحديث بقية

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …