

هرمنا نيوز – الصحفي بكر محمد عبيدات
بتنا نسمع من خلال وسائل الاتصال المختلفة أخبارا عن قيام أولياء أمور وابنائهم واقاربهم بالهجوم على مدارس والقيام بضرب معلمينها ومطاردتهم في اروقة المدارس التي يهاجمونها , ويشبعونهم شتما وقذفا بعبارات سوقية بذيئة تتنافى والذوق العام , وكان آخرها قبل أيام حينما قام مواطنون بالتهجم على أحد معلمي مدرسة ثانوية خلال تواجده في غرفة إدارة المدرسة وأشبعوه ضربا على رأسه ووجهه ومختلف أنحاء جسمه دون ان يرف لهم جفن او خوف من قانون .
ولعل هذه الحوادث والتي سبقها قبل أيام حادثة قيام اولياء أمور وبرفقتهم اقارب لهم وابناء بالهجوم على مدرسة في لواء رصيفة الزرقاء وغيرها من الحوادث التي تختلف تفاصيلها بإختلاف المدرسة وطبيعة المجتمعات المحلية , الا أن القاسم المشترك فيما بينها هو التعدي على هيبة التعليم والتربية والتطاول على الهيئات الإدارية والتدريسية والطالبية في المدارس من خلال قيامهم بضرب المعلمين وتكسير ممتلكاتهم من سيارات , وأن الأمر خرج وفق مهتمين ومعنيين بالشأن التربوي قد خرج من خانة العمل الفردي الى خانة الظاهرة , حيث أننا بتنا نشاهد مشاهد التعدي بالصوت والصورة وبالألوان . ويتناقلها المواطنين في مختلف مناطق المملكة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي – الفيس بوك – وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة .
وأكد عدد من المعنيين والمهتمين بالشأن التعليمي والتربوي على أن هذه الظاهرة غير السوية وغير المبررة تحت اي ظرف من الظروف من الظواهر السلبية وغير الأخلاقية وغير الحضارية , ومن شأنها إثارة حالة من القلق والخوف على مستقبل التعليم والعاملين به ,وعلى القطاع التعليمي ,وان هذا الأمر مرده الى خلل في التربية البيتية والمنزلية, ويؤلم القلب والا كيف لعاقل أن يقوم بالتعدي على معلم / ة وهو يقوم باداء رسالته التربوية الهادفة ؟ّ! , وكيف لشخص سوي أن يقوم بتجطيم وتكسير سيارة لمعلم وهي متوقفة في مرآبها ولا ذنب لها ؟ وكيف وكيف؟
!
وأجمعوا على أن القيام بمثل هذه السلوكيات التي تم وصفها سابقا تعكس الحالة والمكانة التي وصلت اليها العملية التعليمية والتعلمية ,وكيف ينظر المواطنون الى المعلم ,ذاك الانسان الذي يعمل في مهنة راقية ذات رسالة خالدة ويتعب من أجل الحصول على لقمة عيش كريمة له ولأفراد أسرته , ويأتي في آخر النهار طالب مدعوم من ولي أمره ويقومون بتحطيم وتكسير اطرافه وإحداث جروح وكسور في جسمة الى جانب الحاق الضرر المادي بممتلكاته الخاصة من سيارات وما شابه , وانهم – المعتدين – لا يعون بأن هذا المعلم / المعلمة هو من يقوم على تعليم ابنائهم أبجديات الحياة , ذلك أن الحياة بدون قراءة وكتابة تعود بلا معنى وبدون فائدة .
وبين تربويين ومعنيين بأن مكانة المعلم ونظرة المجتمعات المحلية للمعلم والتعليم لم تعد كما في السابق , بل سادت ثقافة جديدة تنظر للمعلم والتعليم نظرة سلبية , وعزز ذلك الأمر جملة من الأمور المتصلة بالواقع التعليمي ,منها تعامل الطلبة مع معلميهم ومخرجات العملية التعليمية وغيرها من الأمور, واصفين العنف الذي يتعرض له المعلمين بين الحين والآخر بات ينطوي تحت منظومة العنف التي تكرست سواء محليا او خارجيا , وأنعكس على تفكير الشباب وباتوا يشعرون بأنه لا يوجد حل للمشاكل التي يواجهونها سوى بالعنف , موضحين بأنه في هذا الحالة يتحتم على الأهل القيام بالمسؤوليات المنوطة بهم من حيث توعيتهم وتوجيههم صوب الحلول السلمية والعقلانية والبعيدة عن العنف , مشددين في ذات الوقت على أهمية الترابط الأسري ,والتواصل الفعال فيما بين الآباء والأبناء , وان يصارا لمراقبتهم حتى لا يقعوا فريسة بين يدي اصدقاء ورفاق السوء ممن يحرضونهم ويشعونهم على العنف ,
وبينوا بأنهم يلاحظون في هذه الأيام غياب الرقابة على الطلبة من قبل أولياء الأمور طيلة سنوات الدراسة , ويظهر حينما يصبح الطالب في التوجيهي ,وان القيام بمثل هذا الأعمال من تعدي لفظي او بدني على الهيئات الإدارية والتعليمية في المدارس مردها قلة التربية البيتية , ذلك ان البيت هو الاساس في توجيه الإبن نحو الامور الايجابية ,وانه في حال تم تربيته تربية جيدة وسليمة , فلن يقوم بالتعدي على اي انسان سواء معلم او غير معلم , والا فالحال يختلف ان كان يفتقر للتربية السليمة , فإنه لن يتورع عن القيام باية اعمال من شأنها الحاق الضرر والأذى بالآخرين معنوية او مادية او جسدية .
وهل بات على الجهات المعنية بالشأن التربوي أن تضع ” نقطة تفتيش ” أمام بوابات المدارس لغايات تفتيش مراجعيها , وهل يحملون عصي او هراوات او اسلحة الأبيض منها والناري , للحيلولة دون وقوع حوادث لا تحمد عاقبتها !!!!