مجلس التعاون الخليجي ضرورة وجودية وليس ترفا سياسيا … الدكتور زيد احمد موسى المحيسن *


هرمنا – فكرة الوحدة في السياق الفكري والثقافي لها قدسيتها وتقديرها القيمي والاخلاقي فامتنا العربية الماجدة من المحيط الى الخليج العربي امة خلفت عبر مسيرتها قيما وانجازات روحية ومادية زاخرة لابد من تذكرها والتذكير بها في مسيرتنا اليومية عبر برزخ الهموم والالام ومتاهات الياس والهزيمة والضياع وفكرة الوحدة والتوحيد في ارضنا العربية عميقة الابعاد عظيمة الافاق لم تكن مجرد حركة سياسية او عملية اقتصادية او دعوة مرحلية وانما فلسفة وجود فجرها الاسلام العظيم انطلاقا من الايمان بوحدة الكون ووحدانية خالق الكون ووحدة الجنس البشري وعندما تحرك من هذا المنطق الفكري الانساني الكبير حقق الوحدة العربية وتجاوزها الى ابعد الحدود فصنع اول وحدة قومية ذات مضمون انساني حضاري اصيل في تاريخ الامم من مبدأ – وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون . ان فكرة مجلس التعاون الخليجي هي ضرورة حياتية وجودية وليست ترفا سياسيا فروابط الدين والتاريخ المشترك واللغة والثقافة والتمازج الاسري والقبلي والبيئة الساحلية الصحراوية كونت تجانس لهوية خليجية عربية قيمية لايمكن فك عراها او تعكر صفوها سحب صيف عابرة في مسيرة الحياة اليومية هذا من جانب ثقافي قيمي اخلاقي اما من بعد سياسي استراتيجي فانظمة الحكم شبه متجانسه واقرب للتكاملية والاندماج في الشكل والهياكل والمحتوى والمضمون لهذا فان الازمة التى تعرض لها البيت الخليجي يجب ان لاتفت في عضد ابناء الخليج بل تكون لهم نقطة تحول وتفكر واستشراف نحو العمل الجماعي على تصفير كافة الخلافات وتعزيز الفاعلية لبناء مؤسسات الوحدة التي لم تستكمل بعد من اجل بناء وحدة تعاونية تكاملية شاملة في كافة المجالات والعمل الجاد على تعزيز عرى التعاون الشعبي موازيا للعمل الرسمي من تمتين جدران البيت الخليجي من كيد العاديات فالتحديات الخارجية التي يتعرض لها الخليج العربي تستدعي الترفع عن كل الخلافات الجانية . لقد شعرت بغبطة وسرور بالغ وبكل تقدير واحترام نبأ المصالحة بين الدول العربية الخليجية ودولة قطر وانعقاد قمة التعاون الخليجية الدورة 41 في مدينة العلا في المملكة العربية السعودية الشقيقة لا احد يشك من ان اعادة اللحمة للبيت الخليجي هو قرار حكيم ويأتي في وقت تتعرض فية امتنا العربية والاسلامية الى تحديات جسيمة تهدد كيانها وهويتها الوطنية والقومية والاسلامية وثرواتها الطبيعية ان عودة المياه الى مجاريها هو الاصل في العلاقات الاخوية بين ابناء الامة الواحدة والتي تربطهم ببعض وشائج القربى والتاريخ والارث المشترك والجوار الجغرافي والترابط الاسري فيما بينهم وهنا لابد لنا من ان نشيد بجهود دولة الكويت الشقيقة التي نهدت منذ اللحظة الاولى للازمة للسعي لايجاد حل توافقي سلمي بالطرق الودية لانهاء حالة الخلاف من فهم عميق من ان استقرار الخليج هو جزء هام من استقرار المنطقة و ان اي عبث في امنه يهدد السلام والامن الدوليين فقد عرف الخليج العربي وعبر التاريخ بتسامح دوله وفي نشر روح السلام والتسامح بين المجتمعات المختلفه والعمل على بث روح السلم الاجتماعي وتعزيز ثقافة السلام ونبذ العنف والمساعدة في تنمية المجتمعات الفقيرة في القارة الافريقية والاسيوية والدول الفقيرة في العالم وتمكين هذه المجتمعات للقضاء على الفقر والجوع في اطار برامج الاغاثة والطوارىء وتحويلها الى مجتمعات انتاجية تعتمد على ذاتها . ان احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية هو عامل هام و اصيل في العلاقات الدولية و في تعزيز السلام والتعاون بين الدول وفيه الخير الكبير لشعوبها في الاستقرار والتنمية والتقدم .ان دول مجلس التعاون الخليجي العربي هم رئة العروبة وقلبها النابض القادره على توفير كافة انواع الدعم لامتها العربية الماجدة لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط في ظل التحديات العدوانية الاقليمية التي تهدد الامن لدول الخليج العربي والعالم العربي معا ان وحدة الصف الخليجي وتعزيز برامج الانتاج والتنمية الاقتصادية والاجتماعية هي الامل المأمول والمنشود فالخليج العربي لم يعد امامه ترف الاختيار بين ممكنات عديدة انه امام احد خيارين لا ثالث لهما اما الوحدة والاندماج والتعاون الحقيقي وهذا يشكل رافعة للنهضة والقوة او خيار التفرد القطري الذي سيجعل منه صيد سهل للغزو ونهب مقدراته وامكانياته المادية والطبيعية – ان وحدة مجلس التعاون الخليجي هو الوعاء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الحاضن و الضامن للقوة والمنعة للجميع ورد كيد العاديات الخارجية علية بوصفه هدفا ساميا واحدا لايقبل التجزئة وان كان يقبل التمرحل الموضوعي في الاجراء والتطبيق لاستكمال عملية البناء الداخلي والخارجي ومن منطلق بديهي وحدة قوى الشعب في كل قطر ليلعب دورة الايجابي والطليعي في بناء مداميك الوحدة والتقدم والتطور والرخاء الاقتصادي والحضاري والانساني في محيطة الخليجي وفي محيطة العربي والاسلامي والعالمي .
*مستشار وكاتب في القضايا العامه