سلايد شومحليات

نشمية أردنية معانية تُجير دخيله ملهوفة.. وتُقعّد المعتدي المقعد الضيق ..


هرمنا نيوز – في زمنٍ كَثُرت فيه التجاوزات وقلّت فيه المروءة، سطّرت ابنة معان من عشيرة أبو حيّانة عيال الحصان موقفًا يُرفع له الرأس، حين استجارت بها زميلتها من شابٍ سبق أن تقدم لخطبتها، ورفضته، لكنه لم يتقبل الرفض، فراح يطاردها ويضايقها، محاولًا إجبارها على الرضوخ. لكن القدر وضع أمامه امرأة لا تهاب ، أدركت أن النخوة لا تعرف جنسًا ولا تمييزًا، وأن كلمة الحق يجب أن تُقال مهما كان الثمن.

حينما لجأت إليها الفتاة مستغيثة، لم تتردد لحظة واحدة، وقفت أمامها كالسد المنيع، وصدحت بصوتٍ ثابتٍ وحاسم:
“هذه دخيلتي، ومن يقترب منها فكأنما يقترب مني.. ومني لا يُنال!”

بهذه الكلمات، أغلقت كل الأبواب أمام المعتدي، الذي لم يكن يدرك أنه وقع في مواجهة مع امرأة صنعت فعايل الرجال، وقامت بما يعجز عنه كثيرٌ ممن يدّعون الشهامة. فقد تحملت مسؤولية حماية المستجيرة، لم تتراجع، ولم تخشَ العواقب، بل تصرفت بجرأةٍ تُحاكي مواقف الفرسان في ساحات الوغى.

القانون يأخذ مجراه.. والعشيرة تحكم بميزان العدل

بعد أن أمنت الحماية لدخيلتها، تم إبلاغ الجهات الأمنية المختصة، التي سارعت إلى اتخاذ إجراءات حازمة، لقطع الطريق على أي محاولة لإعادة الكرة. وبناءً على خطورة الموقف، تدخل الحاكم الإداري، متخذًا قرارات صارمة لضمان عدم تكرار هذا الفعل، تأكيدًا على أن القانون فوق الجميع، وأن حقوق النساء لا تقبل المساومة.

وكما تقتضي العادات العشائرية الراسخة، توجه أهل الشاب بجاهة عشائرية إلى عشائر معان عامة، وأبو حيانة آل الحصان خاصة متمثلة بالشيخ محمد ابو حيانة ال الحصان ( الشيخ أبو ابراهيم)، لطلب العفو والصلح. وهنا جاء الحكم العشائري مطابقًا لما يستحقه الموقف:

قضى الشيخ القاضي مفرح بخيت رجا المزنة بفرض غرامة عشائرية على الجاهة، شملت مصادرة السيارة التي استخدمها الشاب في الملاحقة، بالإضافة إلى غرامة مالية بلغت 100 ألف دينار أردني.

لكن الحكم لم يتوقف عند هذا الحد، فكما تُعامل قضايا الاعتداء على الرجال وفق قواعد صارمة، كان لابد أن يُقعَّد المعتدي المقعد الضيق، لأنه حاول الاعتداء على دخيلةٍ طلبت الحماية، فكان العقاب على قدر الجُرم، ليكون هذا الموقف درسًا لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمان المستجير أو كرامته.

النخوة ليست حكرًا على الرجال..

ما حدث لم يكن مجرد موقف عابر، بل كان صفعةً في وجه كل من يظن أن الشجاعة حكرٌ على الرجال، أو أن النساء لا يستطعن الوقوف في وجه الظلم. ما فعلته ابنة عشيرة أبو حيّانة، من عيال الحصان، يُدرَّس في معاني النخوة والإباء، فقد وقفت وحدها، دون تردد، دون خوف، وحملت مسؤولية موقفها حتى النهاية بثبات لا يلين

مقالات ذات صلة