أخبار عاجلة

لا بديل للوطن الأصيل ..عاصم العابد

هرمنا – مرّت ذكرى النكبة هذا الشهر وهي تحمل، غير الألم الفظيع، الكثير من المعاني والدلالات:

1- المزيد من تطرف المجتمع الاسرائيلي ووحشيته واعلاؤه شأن الخرافة الدينية واللجوء إلى سياسة القوة الفائضة، والاطمئنان إلى الإفلات من العقاب، واغتيال شيرين أبو عاقلة نموذجا، دون الالتفات إلى الأمن والسلام والمستقبل الذي لا تشتري به القيادات الاسرائيلية التي تغلق القلعة على شعبها وتغلق الأفق بالطائرات والقذائف ودخان الحرائق وغبار الدمار.

2- على الرغم من مرور اكثر من 74 سنة على اعلان اسرائيل الرسمي، دولة معترفا بها في الامم المتحدة، ومرور اكثر من 125 سنة، على اطلاق المشروع الصهيوني (مؤتمر بازل 1897 لخلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين)، يشاهد العالم كله، شعبا اعزل، يتصدى لجيش ومجتمع مدججين باكثر وسائل الدمار فتكا، ويستمر في الكفاح الممتد منذ أكثر من قرن، ولا يرفع الراية البيضاء، رغم ما يلحق به من بطش لا نظير لشدته، فها هي السجون الاسرائيلية تكتظ بآلاف المعتقلين الفلسطينيين، يقاومون ويكافحون ويجاهدون من اجل الحرية والاستقلال والعودة والعدل.

ولا تزال العسكرية الاسرائيلية المدججة بالسلاح، تعربد وتبطش وتنكل وتستبيح مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، تحاول دون جدوى، منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، ان تضع حدا للمقاومة الفلسطينية المتعددة الاشكال والانماط.

3- لم يستبدل الفلسطينيون ايقاعهم النضالي، منذ ان برز التحدي اليهودي الى اليوم، ولم يفتر عزمهم قط،على تقديم اثمان واستحقاقات التحرير والاستقلال والعودة، ولن يستبدل الفلسطينيون وطنهم الغالي الاصيل فلسطين، بوطن بديل في الأردن الغالي، وطن الأردنيين الأحرار سند فلسطين وعضدها وقاعدة امدادها وساحة تضميد جراحها.

فهذا المشروع الاسرائيلي، مشروع مناقض لله وللشرف وللوطن وللعروبة وللاسلام وللمسيحية، وهو مشروع معاد ومناقض للانسان والحياة وارواح الشهداء وآلام امهاتهم وابنائهم وازواجهم.

هذا المشروع متصادم مع كفاح واشواق اللاجئين الذين سيظلون يتوارثون مفاتيح منازلهم وكواشينهم، جيلا اثر جيل إلى أن تدور مفاتيح العودة في اقفالها، فالوطن الوحيد للفلسطينيين أرض الاسراء والمعراج، هو فلسطين، والعاصمة الابدية الوحيدة للدولة الفلسطينية هي القدس.

4- الأردنيون شركاء الفلسطينيين، في الدفاع عن الأقصى والإبراهيمي والقيامة، وهم سندهم الأكبر، كما كانوا منذ مفلح الكايد العبيدات، أول شهيد أردني على ارض فلسطين، الى يوم التحرير والعودة، واذا كانت الصهيونية قد نفذت (برنامج بازل) الخرافي على ارض فلسطين، فان الفلسطينيين قادرون على تنفيذ (برنامج القدس) الواقعي على ارض فلسطين، وسوف يستردون وطنهم من الغزاة الصهاينة، طال الزمان أو قصر، وسيعيدون بناءه، وطنا للعدل والخير والحق والجمال والمآذن الصادحة والجرسيات الشاهقة.

5- الأشقاء الفلسطينيون، منصرفون كليا إلى مقارعة العدو الصهيوني، في شوارع القدس والخليل وجنين وما بينهما من مدن منكوبة مستباحة، لا تشغلهم ولا تدير رؤوسهم اضحوكة الوطن البديل، وهم في المقابل، ينتظرون المدد والعون من (شق التوم) الأردني، الذي ظل موجودا وحاضرا وباذلا، دون منّة أو تردد، ومن إخوانهم العرب ومن كل من يتحرك ضميره وشرفه، من بني البشر، انتصارا للحق والعدل.

مرّت الذكرى الاليمة، ذكرى النكبة واعلان الدولة العبرية الصهيونية على ارض فلسطين، واسرائيل تدخل في حساب عسير، ومواجهة جادة قاسية، مع الضمير الإنساني، الذي وسعت حركته الكونية الشاملة كل انحاء المعمورة احتجاجا على الاجرام الصهيوني.

وللارهاب علي مستوى الدولة وللابادة الوحشية كما في الابادة التي قورفت ضد اهلنا في غزة الصابرة المبتلاة المنتظر والمرئي والداني، هو ان الضمير الانساني، سوف ينخرط لا محالة، في مرحلة العزم والعمل، على وضع حد حاسم نهائي، لآخر احتلال في تاريخ بني البشر، كما وضع قبل ذلك حدا حاسما لحكومة التمييز العنصري في جنوب افريقيا، والاحتلال الاسرائيلي هو احتلال ليس له اي شبيه، اليوم، ولا يمكن له ان يستمر في ارض مكشوفة للاعلام والضمير العالميين، يضرم فيها محرقته الهائلة دون توقف منذ اكثر من ثلاثة ارباع القرن.

الفلسطينيون عائدون الى وطنهم الحر المستقل والى عاصمتهم المقدسة، لا محالة.

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …