أخبار عاجلة

بدون عنوان … بقلم العميد المتقاعد هاشم المجالي

هرمنا – هناك الكثير من القصص التي تؤخذ منها العِبر ، وعندما تروى قصة واقعية قد يعتقدها البعض أنها خيالية ، فإن الغاية من سردها هي العبرة التي يجب أن يستخلصها للقارئ .
القصة التي سأرويها لكم لم استطيع ان اجد لها عنوان ، ولهذا فضلت أن اعنونها ب (بدون عنوان) .
القصة يا سادة يا كرام تقول انه تم تكليف أحد السياسين بتشكيل حكومة في بلده ، وكلنا يعرف أن رئيس الوزراء عادة ما يكون برنامجه اليومي مشغول جدا بالمؤتمرات والإجتماعات في قاعة الإجتماعات .
الرئيس عليل ومريض بالسكري ويحتاج إلى الذهاب إلى الحمام بشكل دوري وكل خمس دقائق تقريبا ، وهذا الموضوع سوف يكون محرجا للرئيس في ترك الإجتماعات أو اللقاءات أو الندوات ، ولهذا قام بتعيين سايقه سكرتيرا له بمكتبه ومرافقا له في كل نشاطاته ، حتى يجد مبررا له في ترك الاجتماعات والذهاب إلى الحمام ، وتكون الآلية من خلال حركة في نظرة للرئيس يرمق بها سكرتيره الذي عادة ما يقف أمامه ، فيقوم السكرتير بالحضور إلى الرئيس ليهمس بإذنه ، أو أن يكتب له قصاصة ورق مضمونها أن هناك أمر هام يجب إطلاعك عليه ، فيقوم الرئيس من مكانه فورا ويترك الإجتماع ويذهب هو وسكرتيره إلى مكتبه ثم يدخل الحمام ليقضي حاجته ، ثم يعود إلى الإجتماع مرة أخرى .

لقد لاحظ الكثير من الناس المقربين من الرئيس أنه يهتم بما يهمس له سكرتيره أو بما يكتب له على قصاصة الورق ، بأن هناك أمر عاجل يستدعي خروجك ، هذه المشاهد المتكررة أوصلت قناعة عند المحيطين بالرئيس بأن السكرتير له تأثير خاص عليه بحيث لا يستطيع افشاله في كل مرة يهمس له أو يكتب له قصاصة ورق ، ولكنهم لا يعرفون ماهية القصة أو السر الذي اتفق عليه الرئيس وسكرتيره .
بعد فترة صار كل المسؤولين يعرفون حجم التأثير للسكرتير على رئيس الوزراء ، وصاروا يتقربون ويتوددون له وبنفس الوقت صاروا يمدحونه عند الرئيس حتى أنهم رشحوه ليكون آمين عام إدارة رئاسة الوزراء ، ثم صار بعد ذلك وزير دولة في مجلس الوزراء ، وكانت الوظيفة الأساسية له فقط أن ينتبه للرئيس من أجل شخة الرئيس التي تداهمه بين الفينة والأخرى.

صار هذا السكرتير وزيرا ، وصارت الدعوات توجه له لرعاية الندوات والاحتفالات ،وصار عنده كادر من الإعلاميين والمفكرين الذي يكتبون له الكلمات ويطلقون بإسمه التصريحات ، وكان ايضا يرافق دولة الرئيس في كل نشاطاته إلا في حال أن كان في منزله .
لمع اسم السكرتير الذي صار وزيرا ثم صار نائبا للرئيس وبعد ذلك صار رئيسا للوزراء .

هكذا تدور المناصب في وطننا ، رفيق الصبا بالمدرسة، أو بالمسبح، أو بالكازينوا ، هؤلاء قد يكونوا من المحظوظين في هذا الزمن الذي يسود فيه الرويبضة أو اصحابين الحظوظ .
ف شخة الرئيس مهمة جدا، وجرس الإنذار الذي يطلقه الرئيس عند انحشاره ببوله سوت مسؤول التنبيه عن الشخة يتقلد أعلى المناصب في الدولة .

سامحوني إن اطلت عليكم دام فضلكم واترك اختيار العنوان لكم .

شاهد أيضاً

وفاة خمسيني بحادث تدهور في الاغوار الشمالية

هرمنا الاخباري-توفي خمسيني، إثر حادث تدهور مركبته في واد سحقيق على طريق اربد الاغوار الشمالية، …