أخبار عاجلة

لقد تعبنا يا جلالة الملك واتعبتنا حكوماتك . بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

هرمنا – الكل يعرف أنني أكتب واعلن ما يُمليه علينا ضميرنا وحبنا لهذا الوطن والقيادة الهاشمية ، لكن والله أنني كل ما أحاول أن اسعى لتقريب وجهات النظر ما بين المعارضة الأردنية الوطنية الشعبية٠ ومؤسسات الدولة وذلك من مبدأ الضرورة في ألحفاظ على الوطن والقيادة ومنجزاتها ، اتفاجئ بأن الذين يوسعون الهوة بينهم ويخلقون الفجوات ويضعون الجدران العازلة هم بعضا من أذرع الدولة وبعضا من مسؤولينها الذين يعملون بالحكومة أو ببعض من أجهزتها الأمنية.
فعندما نرى أشخاص يتولون أعلى المناصب المهمة والحساسة التي تحتاج إلى رجال بكل معنى الكلِم من الرجال ، نجد هذه المؤسسات وضعت في أيدي أشخاص في سوق الرجال والإدارة لا يُثمنون بتعريفة أو بقشرة بصل ، ومع ذلك فإننا في بعض الأحيان نحاول أن ندافع عنهم أو ندعمهم وأحيانا أخرى نقدم لهم النصح والإرشاد ، ونقول لأنفسنا بأن هؤلاء هم إختيار جلالة الملك أو القصر ، ولكنهم ويا للأسف لا يسمعون ولا ينتصِحون ، لا بل إنهم يرتكبون اخطاء جسيمة وفادحة لا تحصل من الإنسان العاقل أو المنتمي لوطنه حيث أدت في بعض الأحيان إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا من المواطنين الأبرياء ، والمصيبة أنه لا يتم محاسبة هؤلاء المسؤولين على أخطائهم أو على الأقل أن يتم إقالتهم من مناصبهم ، والطامة الكبرى أنهم يبقون بمناصبهم ويظهرون على وسائل الإعلام وبكل وقاحة يبررون الأخطاء التي وقعت بسبب إهمالهم أو تقصيرهم ويحاولون أن أن يبسطون ويصغرون هذه الحوادث وكأن الضحايا هم حشرات لا قيمة لها .
فحوادث البحر الميت ووسط البلد ومستشفى السلط والبقعة والغش بالطرق الخارجية وإنقطاع الكهرباء وتلوث المياه والتسمم في المطاعم وارتفاع أسعار الأدوية المصنعة أردنيا عن اسعارها بالخارج ، ولا ننسى الإعتداءات على أراضي الدولة والارصفة واغتصاب العطاءات وتلزيمها على الجونيات، كل هذه الحوادت ادت الى سقوط ضحايا أبرياء من المواطنين لم يتم محاسبتهم عليها أو إقالتهم ، وإن صار احيانا إقالة وزيرا أو مسؤولا فإننا سرعان ما نتفاجىء بأنه تم تعيينه سفيرا في دولة اوروبية أو رئيسا لمجلس إدارة من كبرى الشركات الأردنية.

والله أننا تعبنا يا جلالة الملك من التبرير الغير مبرر ولا حتى المقنع ، تعبنا يا سيدنا من الظلم والقهر وانتشار الفساد في البر والبحر .

يا جلالة الملك الذي نحب ونخدمه بالمنهج والأرواح، نريد ونرغب أن نزرع في ضمائر ابناءنا واحفادنا قيُم الولاء والانتماء وحب الوطن والقيادة ، ولكن يا سيدي هناك بعضا من مؤسساتك الأمنية وبعضا من الأعضاء في حكوماتك التي اخترت تحاربنا نحن المتقاعدين الذين كنا في يوما من الأيام مسؤولين عنهم .
لقد تعبنا يا جلالة الملك من الإخراجات المسرحية الإعلامية الهزلية السيئة جدا لكل هذه الحوادث التي حصلت ، فهم يروون لنا قصصا وروايات من كتاب كليلة ودمنه ليبررون أخطائهم التي لا يمكن ان تبرر إلا في عوالم السحر أو الجن .

لقد تعبنا يا جلالة الملك من الإستخفاف بعقول أبناء هذا الوطن الذين سجلوا إبداعات وإنجازات في معظم دول العالم إلا في وطنهم كانوا للأسف يحاربون ويْهجرون وأحيانا يوصفون من قبل حكوماتك بأنهم مرضى نفسيون .

لقد تعبنا يا جلالة الملك والله أننا تعبنا ، وإن بقي حالنا على هذا الحال فإنني أخاف على عرشكم المفدى وعلى وطننا من الذين قمتم انتم بتكريمهم وتعيينهم ووثقت بهم ، وكلنا عِظة بالمثل الذي يقول ( إذا اكرمت الكريم ملكته وإذا اكرمت اللئيم تمردا ) وأكبر دليل على ما أقول هو ذلك البهلوان المجرم باسم عوض الله الذي كنا في يوم من الأيام نٌحاسب ونٌحبس اذا ما تم إنتقاده أو التكلم عنه بسوء .

وأخيرا يا سيدي لقد كتبت ما يجول في خاطري وخاطر كل أردني يحب الأردن ويرغب بأن تستمر وتبقى العائلة الهاشمية تاجا على رؤوسنا ، ارجوكم يا سيدي أن تحذروا من المقربين لكم ومن بعض من تعتقدون أنهم من اصدقائكم ، فما يقولونه في ديوانكم يختلف كليا عما يصرحون به في مجالسهم .
وانا وغيري من أبناء هذا الوطن الذين نعرف أنك تعرفهم جاهزين لنشرح لكم تخوفنا عليكم وعلى وطننا إذا ما رغبتم بذلك .
حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الخير خطاكم .

شاهد أيضاً

الأمن العام يحذر من حوادث الغرق الموسمية مع ارتفاع الحرارة

هرمنا الاخباري-حذرت مديرية الأمن العام، من حوادث الغرق الموسمية التي يذهب ضحيتها العديد من الأشخاص، …