موقع هرمنا الالكتروني
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
في احدى الزيارات الملكية التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه الى محافظة الكرك وتحديدا قبل حوالي خمس سنوات إلى جامعة مؤتة ، حيث التقى به مجموعة من أبناء لواء القصر ومنهم دولة الدكتور عبدالسلام المجالي وعبدالهادي باشا المجالي ، وفي هذا اللقاء تم الطلب من جلالة سيدنا ان يتم تحويل كلية الزراعة التابعة لجامعة مؤتة الى جامعة متخصصة بالعلوم والأبحاث والدراسات الزراعية ، وبالفعل وعد جلالة الملك الحاضرين بتنفيذ تلك الرغبة الشعبية حيث أوعز جلالته الى رئيس الديوان بالعمل عل تحقيق ذلك الطلب ووعد الحاضرين بوعد ملكي ينفذ رغبتهم والتي سوف تغير الأحوال المعيشية للمجتمع من الأسوأ الى الأحسن .
الكل يعلم أن محافظة الكرك هي من اكثر المحافظات في المملكة ارتفاعا بمعدلات نسب البطالة ، وتحديدا في لواء القصر الذي تقع به هذه الكلية ، هذه الكلية التي لا يستفيد من وجودها أبناء المجتمع المحلي من لواء القصر ولواء فقوع وقضاء الموجب ، وهي لم تساهم أيضأ بأي تحسينات على حياة الناس لكونها قامت على بناءا كاملا متكاملا كان سابقا تشغله مدرسة الربة الشاملة لفروع الصناعة والزراعة والعلمي والأدبي والتي كان المجتمع المحلي قبل تحويلها الى كلية يستفيد من توافد الطلبة اليها من كل أنحاء المملكة بنسبة حوالي خمسمائة طالب سنويا كانوا يبتون بسكن داخلي للمدرسة .
إن حالة الناس في هذا اللواء العزيز الأشم والذي يحتوي على جبل شيحان وقبور كل من الشهيد هزاع المجالية وكبير العسكر حابس باشا المجالية والمرحوم عبدالوهاب المجالية، هذا اللواء الذي قدم أبناءه مع إخوانهم من ابناء عشائر الكرك الشهداء تلو الشهداء في ثورتهم (الهية) على الظلم التركي ، كما قدموا الشهداء على أسوار القدس ودفاعا عن ثرى الأردن الغالي، هذا اللواء الذي يفتقر الى أي أمل بتحسين ظروف الناس المعيشية به ، حيث بدأت العصابات والمافيات المخدراتية تنتشر بينهم ، إضافة الى انضمام بعض من الشباب من ابناءه العاطلين عن العمل الى التنظيمات الإسلامية المتطرفة ، وكل هذا بسبب غياب العدالة الإجتماعية وفرص العمل ، وارتفاع معدلات نسب الفقر والعنوسة بين الشباب لدى الجنسين مما أدى إلى إنتشار الكآبة والإحباط بين اوساط الشباب في ذلك اللواء المظلوم بخدماته وتطلعات ابناءه .
إن كثير من المشاريع البسيطة التي كان قد قام بإنشاءها الكثير من شباب هذا اللواء قد باءت بالفشل وصارت نقمة عليهم بسبب انعدام القوة الشرائية ، واعتماد الديّن في الكثير من تعاملاتهم التجارية، ولعدم قدرتهم على السداد فقد فشلت كل هذه المشاريع وصار اكثرهم مطلوبين للتنفيذ القضائي سوا كانوا غارمين اوغارمات .
ان تحويل مثل هذه الكلية الى جامعة في لواء القصر له حسنات جمة ،ولسوف ينهض بعجلة التنمية الاقتصادية سواء كان في الاسواق التجارية او قطاعات الإسكان او حتى في المشاريع البسيطه .
جامعة جبل شيحان هي وعد ملكي يجب ان تصدع له الحكومات والديوان الملكي ويجب العمل على تنفيذه ولا يجوز تطنيشه او استبعاده ،لأننا لم نتعود ان لا يتم تنفيذ الوعود الملكية السامية وخصوصا إذا كانت تفرّج على الناس الكثير من الأزمات المجتمعية والإقتصادية .
وانا بمقالتي هذه اتوجه لأبناء اللواء بأن لا يسكتوا عن هذا الوعد الملكي وأن يطالبوا به الحكومة والديوان الملكي كونه صارا حقا لهم ويجب تنفيذه .
وأهيب أيضأ بنواب محافظة الكرك واعضاء مجلس اللامركزية فيها ومشيخة الكرك وشيوخها وابناءها بأن لا يضيعوا هذا الحق الذي سوف يضيع إن لم تطالبوا به .
وعد ملكي لم ينفذ ولكن حان أوانه لكي ينفذ .
