أخبار عاجلة

صلابة الدولة الأردنية … المحامي بشير حسن المومني

الازمات تظهر عناصر قوة الدول ومنعتها وقدرتها على التكيف والتعامل مع الظروف الاستثنائية وبالرغم من اننا نعيش اليوم تجربة فريدة لم يعهدها غالبية الاردنيين الا ان الدولة بوصف السلطة تسير في نسق متزن وهاديء وسلس رغم الصعوبات الكبيرة التي تكتنف الحرب العالمية على فيروس كورونا ومن الواضح اننا دولة متماسكة جدا وتعمل وفق وعي جمعي للذات وبمقابل الحالة التي يمكن وصفها بالمثالية فلابد من الاقرار بوجود اخطاء لكن هذه الاخطاء لا يمكن بحال ان تمحو الوصف العام للحالة والتي اثبتت ان الدولة الاردنية كبيرة باهلها وقيادتها ..

استراتيجيا لابد من الاستفادة من الازمة في تعزيز وتعميق علاقة الفرد والمجموع الشعبي بالدولة واستعادة الثقة التي عملت عليها منظومة شيطانية عبر سنوات في محاولة خبيثة لتفكيكها واليوم يثبت للقاصي والداني ان المواطن بحاجة لدولة قوية قادرة على صون هذا الفرد وذلك المجموع وبدأت ثقافة وعي سياسي واجتماعي جديدة بالتشكل مفادها انحياز المواطن وثقته بمؤسسات الدولة التي ارادت لها منظومة العبث والجهل تحطيمها وشل قدرتها على اتخاذ القرار لضرب سير مرافق الدولة بشكل طبيعي واليوم ثبت للجميع أن الدولة بالرغم من كل ما اثير حولها لا تزال فاعلة ..

جميع القوى المناوئة للحالة الوجودية للدولة والتي عمدت الى فرطت عقد بيروقراط الدولة الكلاسيكي تراجعت للخلف وبدأت هي ومفاهيمها وطروحاتها بالتساقط امام لحظة الحقيقة ووقفت عاجزة عن تقديم اي شيء للاردن وللشعب الاردني الذي قرر في لحظة الحقيقة ايضا ان ينحاز لامنه واستقراره وحقه في الوجود والحياة فهذه القوى التي أثّرت في مرحلة من المراحل على الرأي العام الاردني وخلقت حالة ومزاج سلبي جدا في نظرة المواطن نحو دولته سقطت بشكل مدوي اخلاقيا وفلسفيا وفكريا وواقعيا لا بل وباتت تستجدي البيروقراط الذي حاولت هدمه بكل ما تحمل الكلمة من معنى وبالطبع فالسلطة هنا تتعامل بمسافة واحدة مع جميع مواطنيها ولم تتأخر في تقديم ما لديها من مساعدة لمن كان يستهدفنا وطنيا في الصميم فالاردن دولة وليس مجموعة عصابات بيدها سلطة والحكومة اليوم تتصرف على هذا الاساس بثقة واقتدار ..

البعض يطالب بالضرب بيد من حديد والبعض يطالب بالجنوح نحو القوة المفرطة ويبرر لفكرة ومفاهيم الاستبداد والديكتاتورية والتعسف في خلق الله والتعامل بقسوة وتاريخيا فهذا ليس ديدن النظام ونهجه القائم على الاعتدال وعلى اصحاب هذه الدعوات ان يرى لابعد من اسابيع او شهور فنحن نتحدث عن معركة المحافظة على احكام الدستور والقيم الاردنية الجوهرية ايضا وبالنظر للازمة بمفهوم الفرصة فلا يمكن استراتيجيا ان تتعامل السلطة وفقا لهذه المفاهيم والدعوات التي تفتقر لبعد النظر لانها ببساطة تقوض عناصر قوة الدولة وعلى رأسها انحياز المواطن للدولة ومؤسساتها التي بدأنا بمرحلة اعادة بنائها ..

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …