أخبار عاجلة

المواطن في زمن الكورونا بين الجدية والاستهتار … الدكتور زيد احمد المحيسن

هرمنا – قضية الاستهتار بالقانون والتعليمات واللوائح والارشادات الصادرة عن الجهات الرسمية هو- خطر صامت – يهدد المجتمع برمته وهو نتاج مركب وتراكمي الى ماهو مخزون
في ذهنية ومخيال المواطن من تصورات تجاه الدولة ومؤسساتها وقوانينها وهو ايضا نتيجة الى ممارسات و
مخرجات سياسات حكومية تنفيذية سابقة اوصلت المواطن الى هذه الثقافة الاستهتارية وعدم الثقة وعدم المبالاة بما يصدرعنها من اخبار وتصريحات سياسية او اقتصادية او صحية – بل – قل – وكل ما يخص و يهم الشأن العام – فهذه الممارسات و السلوكيات سحبت من رصيدها ومن مصداقيها وصورتها لدى المواطن الشيء الكثير وحتى ولو انها كانت مثل هذه التعليمات تصب في صالح المواطن والصالح العام – الازمة الكورونية التي تمر بها البلاد الأن اسقطت كافة اوراق التوت التي كانت – هذه الحكومات – تخفي سؤء تصرفاتها عبر السنوات الخوالي – لهذا فهي الأن تجني كما يقال – ما زرعتة يداها منذ سنوات من ممارسات واجراءات خاطئة – خلال العهود الماضية كان ضحيتها المواطن و مقدرات الوطن معا . من هنا تأتي ازمة وباء فيروس كورونا الى الى المشهد لتعري هذه السياسات ولكي تقرع جرس الخطروالتنبيه – الى الزوايا المعتمة في حياتنا – في مقدمتها كيفية العمل الجدي لكي نعيد الثقة للمواطن بدولته ؟ و بين اقناع المواطن بتصريحات المسؤول في الشأن العام – وبين المواطن والمجتمع الذي يعيش فيه – وكيف عليالدولة الزام المواطن باحترام القانون وتطبيق التعليمات الصادرة من الجهات الرسمية في كل الاوقات وفي كل المناسبات في الرخاء وفي الشدة – ان تطبيق القانون على الجميع والبعد عن المحاباة والتمييز وتقديم الخدمات للجميع وبنفس المستوى والجودة – يعد – الرابط الاساسي والخطوة الاولى في المسار الصحيح – الذي يعيد الى المواطن ثقتة بالحكومة وسياساتها والى احترام القانون وتطبيقه طوعا وليس امرا فحسب – وكل مايصدر من الجهات المسؤوله من تعليمات في كل الاوقات والظروف والازمان والمكان – هذا الفعل ليس صعب ولكنه يحتاج الى اعادة انتاج علاقات و ثقافة جديدة بين المواطن والحكومة والمجتمع تقوم على الشفافية والمصداقية والمساءلة في التعامل – ثقافة تشجع على العمل والانتاج – ثقافة تعزز المشاركة والعمل الجماعي – ثقافة تؤدي الى تكريس دور الفرد داخل المجتمع على اساس انه يمثل الاس والمقام في المجتمع و هو جزء اصيل فيه واحد مكوناته الحية وليس مواطنا عبثيا يعيش على هامش الحياة وقارعة الطريق – ليس له اي دور او واجب او مهام يقوم بها او يلعبه . فالازمات بقدر ماهي نقمة وتهديد – فيمكن ان نحولها الى نعمة ولكن بشرط ان نعرف كيف نحول التهديد الى فرصة نجاح- وذلك من خلال تحريك الاذهان وتحفيز الابداع والابتكار وابراز المبادرات الخلاقة واكتشاف قدرات الافراد والاستفادة منها وتعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية وتعزيز الجبهة الداخلية وتمهيد السبيل والطريق الى تحقيق مرحلة جديدة تكون الحكومات فيها حكومات محفزة وميسرة بشكل ايجابي وليست حكومات مكرسة للازمات و فرض الاعباء على المواطن والمجتمع معا – وفي المحصلة المنطقية – سلوكيات وتصرفات المواطن الاستهتارية وعدم المبالاه ماهي – الا انعكاس ونتاج لممارسات وسلوكيات الحكومات رديئة الفاعلية والمسؤولية والقوة في وقت من الاوقات

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …