أخبار عاجلة

نتانياهو لماذا يلوح بضم غور الأردن الأن ..؟

هرمنا – المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

ابتدأ خطة الضم ألتي ينادي بها النتن ياهو ليس لها أساس في القانون الدولي وتجاوز صارخ على الشرعة الدولية ، وتصريحاته الأخيرة حول فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت ومصادرتها مخاوف مشروعة لدى جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه وللحكومه وللشعب بصفتها أكثر إستفزازية وتهديدا صريحا للسلام بين الأردن وإسرائيل .
وتبلغ مساحة الأغوار وشمال البحر الميت 1.6 مليون دونم وأغلبها أراضي زراعية خصبة ، وأحتلت إبان نكسة حزيران 1967 ، وتقع معظم أراضي غور الأردن في المنطقة المصنفة ( ج ) في الضفة الغربية ألتي تسيطر عليها إسرائيل على أكثر من ( 50 ) في المئة منها ، وبحسب الإحصائيات الإسرائيلية فإن عدد المستوطنين الذين يعيشون في غور الأردن حوالي عشرة آلاف مستوطن حسب منظمة السلام الآن الإسرائيلية .
ويحقق غور الأردن في الضفة الغربية لإسرائيل مكسبا أستراتيجيا ويصيب فرص السلام وقيام دولة فلسطينية بمقتل ، فهي أرض خصبة جدا ، وحوض من الينابيع والأراضي الزراعية على طول نهر الأردن الفاصل بين الضفة الغربية والأردن ، في أمتداده تقع مدينة أريحا أقدم مدينة في تاريخ البشريه ، والبحر الميت أدنى نقطة على سطح الأرض .
فغور الأردن قيمة إستراتيجية هامة كما للجولان السوري المحتل وضمه يؤمن عزلا كاملا للضفة الغربية ، فمنذ النكسة في عام 1967 سيطرت إسرائيل على الضفة الغربية ، أما إتفاقية أوسلو فقسمت أراضي الضفة الغربية فئات ورموز تنظم مستويات السيطرة لكل من إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية .
نتانياهو بتصريحاته الإستفزازية يريد أن تكون هذه السيطرة بشكل قانوني ، وأن يتم ضم الأغوار وشمال البحر الميت لتصبح جزء من إسرائيل ويتم تنفيذ القانون الإسرائيلي فيها .
غور الأردن وشمال البحر الميت أكبر حدود إسرائيلية مع دولة عربية وعندما نقول أكبر حدود هي بالضرورة قد تكون أخطر حدود لإنه كلما كبرت الحدود كلما كان من الصعب من الناحية العسكرية والأمنية السيطرة عليها ، وعدم السيطرة عليها من الناحية العسكرية والأمنية يزعج إسرائيل كثيرا ويزعج كل الحكومات الإسرائيلية منذ إحتلالها عام 1967 ، وبالتالي كانت إسرائيل حريصة أن تكون مسيطرة عليها بالكامل ، كيف كانت مسيطرة ..؟ أنشأت محميات طبيعية ، سيطرت على أراضي بالقول إنها أراضي عسكرية يمنع الفلسطينيين التواجد فيها ، طردت بدو من مناطق مختلفة من هذه المناطق ، لم تسمح بإصدار تصاريح بناء للفلسطينيين ، سمحت بإقامة مستوطنات ، إذن إسرائيل تحاول الحفاظ أمنيا على هذه الحدود لكن ليس فقط من الناحية الأمنية ، هذه المنطقة غور الأردن هي أكثر الأراضي خصوبة في الأراضي الفلسطينية وهي السلة الغذائية للأراضي الفلسطينية إن سيطرت عليها إسرائيل ستكون السلة الغذائية لدولة إسرائيل وليس للأراضي الفلسطينية ، أيضا البحر الميت مركزا سياحيا مهم جدا ، وإن سيطرت عليه إسرائيل ستستفيد من الناحية الإقتصادية والتسويق السياحي لمصلحتها ، هذه الأراضي هي خصبة جدا لإن هناك نهر الأردن والمياه الجوفية ، فالمياه سلعة إستراتيجية هامة في هذه المنطقة بالعالم ، ويقال إن الحروب المقبلة ستكون بسبب المياه ولندرة المياه في هذه المنطقة وبالتالي فإن إسرائيل تريد السيطرة على مصدر حيوي في غاية الأهمية وهو ( المياه ) ، وأيضا في الضفة الغربية بشكل عام عندما يكون سيطره على غور الأردن وشمال البحر الميت ألتي تمثل ثلث الضفة الغربية وعندما يحشر الفلسطينيين في نحو أقل من 40 % من مناطق الضفة الغربية وتكون المستوطنات والبؤر الإستيطانية منتشرة بشكل كبير في مناطق الضفة الغربية وهناك طرق متواصلة بين هذه المستوطنات والبؤر الإستيطانية ،بينما الفلسطينيين لا بد من أن يمرون من خلال الحواجز الأمنية الإسرائيلية بالإضافة إلى الجدار العازل الذي يبدأ من شمال فلسطين ويمتد إلى مسافة ( 700) كم طول ، كل ذلك يقلص من حجم المسافة ألتي يسكن بها الفلسطينيين ، وبالنسبه لتصريحات نتانياهو وتهديداته بالضم فلا يتبقى للفلسطينيين أراضي لإقامة دولة ، وبالتالي مشروع حل الدولتين هو ينسف من الأساس ، وبالتالي نتانياهو يصل إلى ما يريده وهو أن تكون دولة يهودية بدون وجود إلى دولة فلسطينية وإنما نوع من الحكم الذاتي المرتبط بالأردن ، فتصريحاته الأخيرة بالضم لغور الأردن وشمال البحر الميت يراهن على الناخب الإسرائيلي وليس على الأحزاب ، بمعنى إما أن يكون هناك دعم أكبر من قبل الأحزاب الدينية وفي هذه الحالة يكسب المزيد من الأصوات وبالتالي ليس بحاجة إلى ليبرمان اليميني المتشدد غريمه في اليمين الإسرائيلي ويستطيع أن يتفاوض مع الأحزاب الدينية ألتي تشكل عددا لا بأس به من المقاعد أكبر من ليبرمان وبالتالي يستطيع أن يفوز في إلانتخابات الإسرائيلية .

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …