موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا – قبل ايام، ادى انهيار مغارة في بلدة ادر لوفاة 3 اشخاص واصابات اخرين كانوا يبحثون عن دفائن وكنوز واثار وذهب. الفعل عادي، فنصف الاردنيين اذا ليس اكثر مهووسون باداء البحث عن الذهب والدفائن وخزائن الارض. ولربما ان الجديد ما حمله الخبر من اعداد وفيات كانت مؤلمة وموجعة، وخسارة وفاجعة على الاهالي والناس.
اعرف شخوصا قضوا عمرهم في الحفر والنبش والبحث عن الذهب والدفائن. وبعضهم انفق ماله وثروته على الحفر. ضاعوا بالوهم، وبدل ان يكونوا اغنياء من خزائن الارض، فقد فقدوا ثرواتهم واضاعوا ما يملكون على خرافات واشاعات واساطير .
من حفاري الدفائن والذهب اصيب بالجنون، وادخل الى المستشفيات النفسية، ومن ادمن على المسكنات وانتحر.اعرف احدهم سافر الى السودان والمغرب وتركيا ليجلب شيوخا وسحرة ليفكوا الطلاسم والرصد، وشفيرات خزائن الارض.
القصص الشعبية في الاطراف والقرى عن الحفر والدفائن تزهر نشوتها وشهوتها بحديثي الثراء والثروات. فجأة يظهر في المدينة رجل ثري، ولا يعرف مصدر وسر امواله، وتتزاحم من حوله الروايات و» القيل والقال»، وفي ختام السردية، وبعد انتهاء التعليلة، والعجز بطبيعة الحال في الوصول الى مصدر حقيقي، فيثبتون القفلة بتهمة الذهب، وانه عثر على دفائن وكنوز وباعها.
ينسون ويتجاهلون مثلا انه حرامي وتاجر مخدرات، او انه اجتهد وعمل وثابر وجمع ثروة او ورث من والده وجده وعائلته، وغيرها من المسببات الطبيعية واللاطبيعة للثراء والمال في المجتمع الاردني.
«صينية مزورة « ليست تراثية وتاريخية، وهي من شغل معامل الفخار في حلب عمرها 30 سنة جالت الاردن بين يدي موهوسين بالدفائن والذهب، وكل تاجر يرميها في حضن الاخر. ولو حسبنا كم دفع على نقلها ونفقات لتسويقها، عشرات الاف الدنانير تفوق قيمتها التاريخية. وبعدما خضعت
لفحص، احدهم اصر على فحصها وتحليلها من باب الفضول وكشف الحقيقة فتبين انها ليست اثرية وعمرها معاصر، ولا تحمل اي قيمة تاريخية تذكر .
جنون وفارط من الهوس يصيب كثيرين. وعندما تجالسهم تسمع قصصا خيالية « فنتازيا «. واذكر ان احدهم روى لي بانه عثر على مغارة في مناطق غرب الكرك مليئة بالذهب والدفائن والموميات،و فجاة اختفت لانه دخل المغارة دون ان يرمي ملحا على عتبة بابها، ويشعل نارا لتطرد الجن وحراس
المغارة. احدهم اقسم لي بانه جال الاردن من العقبة الى الرمثا. ولم يترك مكانا يشبته بوجود ذهب فيه الا وحفره. ويقول : عثرت، نعم على قطع نقدية تعود الى عصور قديمة، وبقايا هياكل عظمية لا قيمة مادية لها.
جنون وهوس ووساس، يروى عن احدهم انه بعدما سمع كلاما عن وجود مغارة تحت بيته، قام بترحيل العائلة، وازال الارضية، وحفر الحديقة والممرات، وما عثر عليه بعض دراهم اردنية من مصروف اولاده كانوا يضيعونها.
ما لا يحسد احد عليه الاصابة بداء الحفر والنبش عن الدفائن والذهب. من علامات الفشل العام عندما يغرق الناس في الوهم والتطرف والجهل، ويتبعون الخرافات، وينبذون العمل والانتاج في سبيل وهم كبير اسمه الثراء السريع. فعل عرفتم الان لماذا يبيع بعض الاردنيين اصواتهم في الانتخابات، ولماذا يغرق المال الاسود الانتخابات الاردنية ؟ ولماذا صوت التطرف والظلامية والجهل والتبعية اعلى من العلم والحرية والحق ؟ هل عرفتهم ام ازيدكم من ادلة وشواهد ؟!
