أخبار عاجلة

الحكومة لـ”جابر”: “اذهب أنت وكادرك فقاتلا”

هرمنا – أمينة عوض

الحكومة سترحل، ولكن من المسؤول عن قرب انهيار نظامنا الصحي؟، وهل رحيل الحكومة سيعقد الوضع الوبائي؟ بسبب الحاجة لإعادة ترتيب الأمور داخل الحكومة بشكل عام مع تشكيلة أعضائها الجدد، وفي وزارة الصحة بشكل خاص الذي يقع على عاتقها الآن مهمة ليست بالسهلة مطلقاً لمحاولة تفادي دفن نظامنا الصحي في التراب.
في حقيقة الأمر، لا يمكن القاء أصابع الإتهام جميعها على وزير الصحة سعد جابر؛ بسبب ما آل اليه وضعنا الحالي من تفاقم الوباء على نطاق واسع داخل المملكة ؛ما يعني انتشاره مجتمعياً وصعوبة السيطرة على بؤر معينة كما كنا في بداية الأزمة.
التخبط في اصدار القرارات من أعضاء لجنة الأوبئة وادارة خلية الأزمة، وعدم توفر الدعم الحكومي للكوادر الطبية والصحية، و إحالات التقاعد الكبيرة التي كانت قبل موجة كورونا، إيقاف التعينات من قبل الحكومة للكوادر الطبية، اضافة الى عزل عدد قليل من الكوادر الطبية الذين تثبت اصابتهم بالفيروس، ورفض الإنصياع الى تعليمات وقرارات وزير الصحة وتدخل بعض الوزراء وما تسمى” بلجنة استدامة سلاسل العمل والإنتاج” في إصدار القرارات.
كل ما سبق، جعل المواطن في حالة قلق وتوتر مستمر، وعيونه تترقب دوماً الإعلان عن أعداد الإصابات في الإيجاز الصحفي المسائي، واختلاف الأرقام المعلنة عن ما يتم التصريح به خلال اليوم من أكثر من وسيلة اعلامية ومواقع إخبارية، جعل الجميع يفقد المصداقية بإجراءات وزارة الصحة وسعيها لحماية صحة المواطن الأردني.
يتضح وبعد مرور أشهر على انتشار وباء( كوفيد – 19) في المملكة، أن هناك مسؤولون تعمدوا أن يتهاونوا في تطبيق المعايير الصحية الصارمة بحق المخالفين لأوامر الدفاع سواء أكانوا مؤسسات أو أفراد، كما وأن العشوائية وعدم التنسيق كان سيد الموقف في كل تصريحٍ للحكومة عن تغير منحنى الوضع الوبائي والإجراءات المرافقة له، عدا عن عدم تخصص أعضاء لجنة الأوبئة في مجالهم، و منع وزير الصحة قبل فترة أعضاء اللجنة من التصريح وحتى مدراء الصحة وحصره فقط بالناطق الإعلامي لها، والإيجاز المسائي، لكن رغم ذلك لم يلتزم الجميع بذلك، والإجتهادات تبقى قائمة.
ليس ذاك فحسب، بل كنا نسمع تطمينات من أعضاء لجنة الأوبئة في لقاءات صحفية وتلفزيونية عمدوا بها الى ابراز انفسهم على الشاشات وتغليب حب الذات دون الإهتمام الدؤوب في العمل الصادق والواضح والشفاف، ما اوصلنا الى رقم خطير لم نصله منذ بدء الجائحة فقد تخطينا حاجز الألف اصابة يومياً.
مستوى وعي المواطن الأردني كان مرتفعاً بعض الشيء في بداية الجائحة، ما جعلنا نسجل أرقاماً منخفضة جداً بالفيروس، فكان الجميع يحرص على اتباع اجراءات الصحة والسلامة العامة، لكن مع عدم وضوح الخطط التي يجري العمل بها واعلانها من قبل الحكومة، خسر الأردن الكثير.
تيقّن الأردنيون بأن حكومتنا الرشيدة لن تتخذ مناعة القطيع، وسط تصريحات عديدة من المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء عمر الرزاز لكن وبدون ادارك لخطورة الموقف، شيئاً فشيئاً دخلنا ما يسمى بسياسة المناعة المجتمعية “مناعة القطيع” مع فتح القطاعات التجارية على مصراعيها دون رقيب ولا حسيب وفي نهاية كل ايجاز أو مؤتمر صحفي يقول المعنيون”: نعول على وعي المواطن”، عفواً!
تريدون منا الوعي والإنتباه لاتباع الإجراءات الوقائية وانتم أنفسكم لا تلتزمون بالحد الأدنى منها؟، للأسف العنجهية وتعمدّ ارتكاب الأخطاء في اطار أنها مبررة من وجهة نظر المسؤول وصل بنا الى طريق مسدود من تصحيح عثرات الوضع الوبائي الحالي.
لكن مع الأسف أول ما يتبادر لذهن المواطن الأردني البسيط الذي لا يريد الا أن يكون الأردن آمن مستقر خالي من الوباء، هو أن يلقي بظلال الإتهامات واللوم على الرأس الكبير في الأزمة كما نقول بالعامية وهو”وزير الصحة”، لكن لماذ لا نقرأ السيناريو من جميع الزوايا؟ ، فكل شخص داخل وزارة الصحة من أطباء و مدراء صحة، ولجان تقصي وبائي وأعضاء لجنة الأوبئة حاملين للذنب تجاه كل ما حصل من تصاعد خطورة المنحى الوبائي، وايضا جميع وزراء حكومة الرزاز الذين كانوا يوهمونا بأنهم تدارسوا في اجتماعات مطولة نتيجة كل قرار سيتخذ، والواقع عكس مايقال، فالمدارس والجامعات سجلت اصابات بالمئات عند اتخاذ قرار بعودتها، وهم أكثر المجتمعات سرعة في تفشي الوباء فيها لأنها مكتظة.
الأخطر من هذا كله؛ هو ان الكوادر الطبية، والتمريضية، والمهن الصحية، رغم جهدها المستمر في معالجة المرضى بالمسشتفيات قبل ظهور وباء (كوفيد – 19)،الذي طال جميع الفئات العمرية وهو لايرى بالعين المجردة، فالجهد أصبح مضاعفاً ومطلوباً بصفته العاجلة منهم ودون توقف، فالوفيات تجاوزت الـ50 حالة منذ بدء ظهور الوباء في الأردن.
يبدو وكأن العديد من الوزراء قد سعوا قاصدين لتنفيذ مخطط يسهل عليهم الإطاحة بوزير الصحة سعد جابر ليخلو لهم الجو، فما أسهل أن يقولوا تدهور صحة أي مواطن يتحمل مسؤوليتها وزير الصحة، رغم سعيه الجاد وكوادره لحماية الصحة العليا للأردنيين،”فوعي المواطن” هو ما نراهن عليه.
من المسؤول؟.. سؤال يطرح في كل قضية، أو جلسة، أو حلقة نقاش ولكن هل نحصل على جواب؟، ام تبقى القضية مفتوحة؟ والآثار السلبية القاسية تنخر المجتمع دون مقاومة بسيطة؛ لأن أيادينا أصبحت مكبلة ومرهونة للشعور بالندب وتكرار كلمة ” لو ” … لكنا بأمان وهناء.!.

شاهد أيضاً

وفاة خمسيني بحادث تدهور في الاغوار الشمالية

هرمنا الاخباري-توفي خمسيني، إثر حادث تدهور مركبته في واد سحقيق على طريق اربد الاغوار الشمالية، …