موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا – أعتقد ما زال الأردني للآن يتدخل في طبيخ المرأة عند أية عزومة سواء كبرى أو صغرى..! ورغم أن أبي لا يتدخل بشكل مباشر في طبيخ أمّي إلاّ إنني أتذكّر جيداً أن مجرد زيارته لمكان الطبيخ كان يُكركب أمّي..!
الأردني عند العزومة يشعر عائلته أنه مسؤول كبير جداً معه حصانة دبلوماسية؛ يحق له أن يُكشّر تكشيرة تقطع القلب ويحقّ له أن يصدر الأوامر لجميع أفراد الأسرة ويحق له أن يتدخل في كل صغيرة في ترتيب شؤون العزومة..! جيب هاي حطها هان..امسح الكراسي ..حكيتلك ألف مرّة حطّ بشكيرين وصابونتين.. مدخل الباب وسخ مثل وجوهكو.. ولكو ما حد رادّ عليّ؛ كاسات الميّة ما بكفّن..فناجين الزفت مش نظاف.. وهكذا دواليك!!
هذا عداك إذا كانت العزومة بعد أيّام؛ تصبح الشغل الشاغل للعائلة كلها بقيادة الأب طبعاً؛ هو الذي يفتح الموضوع كل نصف ساعة؛ هو الذي يغيّر ويبدّل؛ هو الذي يقرر أن يعزم فلاناً أو يستثني فلاناً لأنه ما بيستاهل..هو الذي يغيّر رأيه ألف مرّة ويُعصّب إن خالفه في الألف مرّة أحد..!
ما زلنا للآن نكركب الذي يطبخ رغم أننا لا نفقه في الطبخ..نريد بياض الوجه في الطبخ ونحن من نشحبر وجه الطبّاخ..ما زلنا للآن نصرّ على القيادة حتى فيما لا نفهم فيه..!
لو غضبت امرأة واحدة في منتصف الطبخ وتركت طبختها لأصبحت سيدةً على (سي السيّد) ولترجاها وبشروطها كي تكمل..لو لم نسمح لأحد بالتدخل بطبيخنا لكنّا اليوم على الأقل بلا كركبة..!
بدي أسلق حبّة بطاطا؛ رجاء ما حدا يقطع «لانصي» ولو بنظرةٍ من عينيه..
