أخبار عاجلة

المتصهينون الجدد ..!! … بقلم : د. زيد احمد المحيسن

هرمنا – يقول احد المناضلين الشرفاء : “اخشى ما اخشاه ان يأتي اليوم الذي تصبح فيه الخيانه وجهة نظر” . فهذا العصر عصر- الذلة والقلة والكحل الاسود – عصر المتصهينون الجدد من ابناء جلدتنا من حكام بلاد الملح والغاز والنفط وغيرهم.

كم مرة ُطعنا في ظهورنا ولذنا بالصمت، وكم مرة كُسرت مجاذيفنا من قبلهم وبلعنا مرارة الصبر جبرا ، وكم مرة هزمتنا خيانتهم لنا ولعقنا جراحنا واسكتتنا صلات الرحم بهم – وها هم اليوم يهرولون زرفات زرفات غير ابهين و دون استحياء على عروبتهم وعلى قضايا الامة واجماعها تجاه العدو الصهيوني المحتل للارض والمدنس للاعراض والحرمات والمقدسات – فالتهويد للاراضي العربية الفلسطينة تتسارع خطاه يوميا، وبناء المستوطنات غير الشرعية تلتهم ما تبقى من الارض، وحصار الفلسطينين داخل الضفة وغزة متواصل، بل حوّل فلسطين التاريخية بأكملها الى سجنِ كبير، لسجن المناضلين والشرفاء من اصحاب الارض والحق، واطلق العدو المحتل اليد لهدم المنازل والتضيق على المواطنين في عيشهم وفي مصادر قوتهم اليومي باسلوب ممنهج ومبرمج يوميا، بينما ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح يتصدون لهذه الممارسات غير القانونية وغير الانسانية بصدورهم العارية والعامرة بالايمان بالحق والاصرار على طرد الغزاة والمحتلين، ولو بعد حين. في ظل صمت دولي مطبق لامثيل له في التاريخ الانساني، ومع ضغوط جائحة كورونا التي طغت على المشهد الدولي وزادته قتامة وخوفا وفزعا وتعقيدا.

الا أن الادهى والامر في المشهد المأساوي للقضية العربية الفلسطينية، ان يزيد عدد المهرولين من العرب فيجعل المشهد اكثر سوداوية وثقلا على صدر وكاهل الشعب العربي الفلسطيني الصامد على ارضه والمدافع عن هذه الامة وقضاياها المصيرية. فكم مرة هزمتنا تصرفات وخيانة بعض الانظمة لقضيتنا المركزية دون قتال يذكر، ولم يكتف المتصهينون الجدد من ارض الملح والغاز والنفط بسوء صنائعهم تجاه القضية الفلسطينية، بل عمدوا الى ممارسة الضغطوط على بعض الدول الاسلامية للاعتراف بالكيان الصهيوني، مقدمين لهم الاغراءات المالية والاقتصادية ولكن العديد من هذه الدول ومن اصحاب المبادىء اجابوهم ” ان الفلسطينين اصحاب قضية ظلموا وحرموا من حقوقهم واغتصبت اراضيهم ونحن غير مستعدين ان نعترف بالاحتلال الصهيوني ” .فشكرا لهذه الدول التي لاتزال على عهدها ومبادئها تجاة القضية الفلسطينية في الوقت الذي تستمر بعض الانظمة العربية المتصهينة بالهرولة تجاه التطبيع وبناء علاقات مع هذا العدو المحتل .

لقد علمتنا الشدائد والايام و عرّفتنا على عدونا الحقيقي المتخفي بالزي العربي وعلى صديقنا الصدوق, كما عرّفتنا على الاصيل والردي، وعلمتنا الايام انه – ما حك جلدك مثل ظفرك – وان الاعتماد على الذات هو الاصل ، وقبل هذا وذاك علمتنا الايام انه حينما تضيع المبادىء وتموت القيم تصبح الخيانة كما قيل وجهة نظر، فالخيانة في حد ذاتها تمثل ميته حقيرة. واعظم خيانة هي خيانة الامة وقضاياها العادلة والمشروعة.. وهذا ما فعلوه نهارا جهارا عربان الملح والنفط والغاز وغيرهم في اعدل واشرف قضية .

البريد الإلكتروني: [email protected]

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …